الدبلوماسية المغربية راكمت خبرة مكنت المملكة من الاضطلاع بدور ريادي في الحفاظ على السلم والاستقرار الدوليين – حدث كم

الدبلوماسية المغربية راكمت خبرة مكنت المملكة من الاضطلاع بدور ريادي في الحفاظ على السلم والاستقرار الدوليين

أكد السفير، المدير العام للعلاقات الثنائية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، السيد فؤاد يازوغ، اليوم الجمعة بالرباط، أن الدبلوماسية المغربية راكمت خبرة مكنت المملكة من الاضطلاع بدور ريادي في الدفاع والحفاظ على السلم والاستقرار الدوليين، وساهمت في التنمية الاقتصادية والإقليمية والأورومتوسطية.

وأبرز السيد يازوغ، في كلمة في جلسة افتتاح ندوة انعقدت بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثالثة والستين لليوم الوطني للدبلوماسية المغربية، حول موضوع “التعاون بين المغرب ودول أمريكا اللاتينية وآفاق المستقبل”، أن المغرب “يتوفر على خبرة راكمها عبر الزمن فيما يخص القضايا الوطنية أو القضايا الدولية، كقضايا الدفاع عن السلم والدفاع عن الاستقرار والتنمية سواء في القارة الإفريقية أو في المنطقة العربية أو العالم أجمع”.

وأضاف أن الدبلوماسية المغربية جعلت من مواضيع كالهجرة والبيئة ومحاربة الإرهاب ومحاربة الجريمة المنظمة والتضامن والتنمية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول مبادئ لها، مما مكن من تحقيق المزيد من الدعم لحقوق المغرب المشروعة في الدفاع عن قضاياه الوطنية ومصالحه والاعتراف بدوره الريادي في استتباب الأمن والسلم في العالم، وفي إشاعة روح التضامن والتسامح والتعايش والحوار البناء بين كافة الأدين السماوية والثقافات المتعددة في العالم أجمع.

وبخصوص العلاقات بين المغرب وأمريكا اللاتينية، أشار السفير إلى أن “العلاقة الثقافية” تعد مفتاحا لبناء الثقة بين منطقتين بعيدتين جغرافيا عن بعضهما البعض، مبرزا أن هذه العلاقة الثقافية تمكن من تجاوز الصور النمطية.

وأبرز، في هذا السياق، أن “زيارة صاحب الجلالة الملك محمد السادس خلال سنة 2004 لأمريكا اللاتينية شكلت انطلاقة أساسية لعلاقات غيرت مجرى تاريخ التعامل مع دول هذه القارة، وذلك عبر توقيع العديد من الاتفاقيات هيأت المجال للتشاور السياسي الذي مازال يعطي نتائجه”.

وأوضح أن هذا التشاور والحوار مكن من أن تغير العديد من دول أمريكا اللاتينية موقفها تجاه المغرب لا سيما بخصوص القضية الوطنية، من خلال سحب العديد منها اعترافها بالجمهورية الوهمية، و”تزايد دعم دول أخرى لمبادرة الحكم الذاتي كحل لقضية الصحراء في إطار السيادة المغربية”. من جهته، أبرز أستاذ التاريخ المعاصر لإسبانيا ودول أمريكا اللاتينية، عبد الواحد أكمير، الذي قدم عرضا تاريخيا للعلاقات بين المغرب ودول أمريكا اللاتينية، في سياق موقف دول أمريكا اللاتينية فيما يتعلق بقضية الوحدة الترابية للمملكة، أنه يمكن تقسيم دول هذه القارة إلى ثلاث مجموعات تتمثل أساسا في مجموعة لم يسبق لها، منذ بداية علاقاتها الثنائية مع المغرب، أن اعترفت بجبهة الانفصاليين وهي بلدان فاعلة على المستوى القاري مثل البرازيل والأرجنتين والشيلي، ومجوعة ثانية تضم أساسا “البلدان التي كانت معترفة (البوليساريو) وسحبت اعترافها بفضل الدور الذي قامت به الديبلوماسية المغربية”، فيما المجموعة الثالثة “تشمل دولا تحركها دوافع إيديولوجية”.

من جهة أخرى، أكد السيد أكمير أن “مستقبل العلاقات بين المغرب وأمريكا اللاتينية، من الناحية السياسية، يعد مستقبلا واعدا”، مشيرا إلى أن “عنضر الزمن على المستوى المتوسط يمكن أن يكون حاسما لدعم هذه العلاقات على المستوى السياسي”.

من جانبه، أبرز السفير، رئيس النادي الدبلوماسي المغربي، السيد الطيب الشودري، فيما يتعلق بالتعاون مع أمريكا الاتينية، أن “الظروف الحالية أصبحت أكثر ملائمة للرفع من مستوى التعاون التجاري والاقتصادي من أجل أن يرقى إلى مستوى التعاون السياسي، وذلك بالاستفادة من التجربة الرائدة والناجحة للمغرب في التعاون جنوب جنوب مع الأشقاء الأفارقة وتحفيز المقاولات المغربية في القطاع العام والخاص للعبور إلى الضفة الجنوبية الشرقية للقارة الأمريكية من أجل خلق استثمار مشترك في مشاريع إنمائية مربحة للطرفين”.

وأشار في هذا الصدد إلى أن المغرب يضطلع بدور بارز في هذه العلاقات اعتبارا لموقعه الجغرافي على الضفة الشرقية للأطلسي وإرثه الثقافي الأندلسي المشترك مع الأمة الإسبانية، وتمكن أكثر من 5 ملايين من مواطنيه من إتقان اللغة والثقافة الإسبانيتين الشيء الذي يبوئه ليكون جسرا للتواصل والتعاون بين إفريقيا وأمريكا اللاتينية.

ويشكل هذا اللقاء الذي ينظمه النادي سنويا، بتنسيق مع وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، مناسبة تتيح استعراض المكاسب الكبرى التي حققتها الدبلوماسية المغربية منذ الاستقلال .

و.م.ع.ح.ك

التعليقات مغلقة.