فاطمة مروان: “هذه المحطة تعد موعدا سنويا لتسليط الضوء على هذا القطاع ومحطة مميزة لجرد ما وصلت إليه الممارسة الحرفية بفضل جهود الفاعلين وحماة هذا التراث” – حدث كم

فاطمة مروان: “هذه المحطة تعد موعدا سنويا لتسليط الضوء على هذا القطاع ومحطة مميزة لجرد ما وصلت إليه الممارسة الحرفية بفضل جهود الفاعلين وحماة هذا التراث”

انطلقت، امس الجمعة بالرباط، الدورة الثالثة للأسبوع الوطني للصناعة التقليدية، بالتأكيد على ضرورة الرفع من تنافسية القطاع وتعزيز دوره في النسيج الاقتصادي.
ويعد هذا الأسبوع، الذي تنظمه وزارة الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، ويمتد إلى غاية 31 من الشهر الجاري، محطة سنوية لتسليط الضوء على الصناعة التقليدية الوطنية، وإبراز مكانتها في المنظومة الثقافية والاقتصادية والاجتماعية.
وتتوخى هذه التظاهرة تكريم الصناع التقليديين الحاملين لموروث حرفي عريق، وكذا الساهرين على حماية واستمرارية الصناعة التقليدية الوطنية، الذين استطاعوا بفضل حنكتهم وولعهم بها، صونها وتعزيز إشعاعها بالداخل والخارج.
وفي كلمة بالمناسبة، أكدت وزيرة الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، السيدة فاطمة مروان، أن “هذه المحطة، تعد موعدا سنويا لتسليط الضوء على هذا القطاع المعطاء وإبراز وجهه الحضاري المتجدد، ومحطة مميزة لجرد ما وصلت إليه الممارسة الحرفية بفضل جهود الفاعلين وحماة هذا التراث”.
واعتبرت الوزيرة أن هذه التظاهرة هي فرصة سنوية لتقييم برامج التنمية التي تم تسطيرها وتنفيذها لفائدة القطاع، لجعله أكثر تنافسية ولتعزيز دوره في النسيج الإنتاجي، في مواجهة التحديات المترتبة عن الخيار الاقتصادي الذي تبناه المغرب، والمبني على الانفتاح وحرية التبادل التجاري”. وأبرزت السيدة مروان، أن “القطاع يضطلع بوظائف شتى جعلت منه مجالا متميزا عن باقي القطاعات الأخرى، وذلك باعتبار الممارسة الحرفية نشاطا مستوحى من إرث تاريخي يلتقي فيه المجال الأنتروبولوجي والسوسيولوجي والاجتماعي، في توليفة تجعل منها وعاء بهيا يختزل الحضارة والهوية المغربيتين”.
وشددت على أن “الاهتمام الحكومي بهذا القطاع نابع من وعي راسخ بأهميته الاقتصادية والاجتماعية، ليس كمكون للتنمية الشاملة للوطن فحسب، بل اعتبارا للطابع المحلي لأنشطته المتسمة بانتشارها الجغرافي الواسع عبر المدن والقرى، وهو تميز جعل منه قطاعا واعدا في تنمية الاقتصاديات المحلية، وورشا مفتوحا أمام اليد العاملة المؤهلة، ونموذجا للتنمية المندمجة المستدامة بالبلاد”.
ولم تفت الوزيرة الفرصة، للتنويه “بالتطور الملحوظ الذي عرفته منتوجات الصناعة التقليدية الوطنية من حيث الجودة والجمالية، وهو تطور يترجم بشكل جلي الإرادة القوية لصناعتنا وصناعنا التقلييدين، وكذا انخراطهم القوي في برامج الدعم والمواكبة والتأطير التي توفرها الدولة، خاصة في ما يتعلق بالتجديد والابتكار وتحسين أدوات وتقنيات الإنتاج أو التكوين والتأهيل”.
من جانبه، اعتبر رئيس جامعة غرف الصناعة التقليدية، السيد سيداتي شغاف، في كلمة مماثلة، أن “الأسبوع الوطني للصناعة التقليدية، منصة متميزة تسهم في تعزيز إشعاع الموروث الصناعي التقليدي، ومناسبة لإبراز دور هذا الموروث في إنتاج الحضارة والحفاظ على تراث الأمة”.
ودعا السيد شغاف إلى “تكثيف الجهود التي يبذلها الأطراف والفاعلون والمتدخلون كافة، لكي يصير قطاع الصناعة التقليدية في مصاف القطاعات الاقتصادية المنتجة والمذرة للدخل، وقاطرة للتنمية المحلية الاجتماعية والاقتصادية على الخصوص”. وأشاد أيضا ب”التطور النوعي الكبير الذي ساهم الصناع في تحقيقه، بفضل سواعدهم المبدعة ونبوغهم الفكري ومهارات أناملهم، وهو ما عزز الحظوة والصيت الذي تتميز به منتوجاتنا التقليدية، إلى جانب مساهمتها في إنعاش قطاع الصناعة وتنشئة الشباب على حب الحرف والانخراط في منظومة المهن”.
بدوره، قال رئيس فدرالية مقاولات الصناعة التقليدية، السيد خالد العلمي إن “تظاهرات مماثلة من شأنها الإسهام في تنمية مواهب الصناع وتحفيزهم على الإبداع والاستمرارية في البذل والعطاء، بالإضافة إلى تسليط الضوء على التطور الذي شهده القطاع”.
وأكد السيد العلمي أن “قطاع الصناعة التقليدية يعتبر رمزا من رموز العبقرية المغربية الخلاقة التي تعكس الشغف بالحرف اليدوية المتوارثة عبر الأجيال، كما يعتبر اليوم إحدى قاطرات التنمية البشرية، وإحدى أهم مكونات النسيج الاقتصادي بالمغرب”.
وستنظم بالموازاة معارض جهوية بجهات المملكة الإثني عشر، تروم إتاحة الفرصة للساكنة والفاعلين المحليين، لاكتشاف ما جادت به أنامل ومخيلات الصناع التقليديين في فضاءات مفتوحة.
ويتضمن برنامج الأسبوع الوطني للصناعة في دورته الثالثة أيضا، لقاءات موضوعاتية ستنكب على ضرورة المحافظة على الحرف المهددة بالاندثار وشارات الجودة بقطاع الصناعة التقليدية، علاوة على دورات تكوينية لفائدة الصناع في المجال المالي، وتنظيم أيام الأبواب المفتوحة بمؤسسات التكوين المهني للقطاع.

حدث:و.م.ع

 

التعليقات مغلقة.