“1999- 2016”:مبادرات ملكية متعدد الأبعاد هدفها صيانة الهوية الدينية للمغاربة ونشر إسلام الوسطية والاعتدال – حدث كم

“1999- 2016”:مبادرات ملكية متعدد الأبعاد هدفها صيانة الهوية الدينية للمغاربة ونشر إسلام الوسطية والاعتدال

اعتمد المغرب تحت القيادة المستنيرة لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مقاربة مجددة ومتعددة الأبعاد تروم صيانة الهوية الدينية لمواطنيه، ونشر إسلام التسامح والاعتدال والوسطية، والتصدي للإرهاب والأفكار المتطرفة بجميع أشكالها.
ومنذ اعتلائه عرش أسلافه المنعمين، ما فتئ جلالة الملك، بصفته أميرا للمؤمنين وحاميا لحمى الملة والدين، يتخذ المبادرة تلو المبادرة من أجل إيجاد مجتمع تعددي يقوم على قناعتين أساسيين، هما تكريس مكانة الدين في الحياة، والنهوض بتربية روحية تنبذ جميع أشكال الكراهية على أساس الدين أو العقيدة. ومن بين مبادرات جلالة الملك المتصلة بالعناية بالقرآن الكريم، إحداث معهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرآنية، ومؤسسة محمد السادس لنشر المصحف الشريف، وجائزة محمد السادس الوطنية في حفظ القرآن الكريم وترتيله وتجويده. ولا يعادل هذه العناية الملكية السامية بكتاب الله إلا حرص أمير المؤمنين، حفظه الله، على جعل مجموع جهات المملكة تتوفر على مساجد تضطلع بوظائف الصلاة والتوجيه والإرشاد ومحو الأمية على الوجه الأكمل.
وهكذا، تم تشييد المئات من بيوت الله بالموازاة مع الشروع في تنفيذ برنامج وطني لإعادة تأهيل المساجد وقاعات الصلاة المهددة بالانهيار، والذي جرى إعداده تنفيذا للتعليمات الملكية السامية، وعلى أساس عملية مراقبة وافتحاص تقني أشرفت عليها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ووزارة الداخلية. 
وينضاف إلى ذلك قيام وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بترميم وإعادة تأهيل المساجد التاريخية، ومساجد الأضرحة، والزوايا، والمدارس العتيقة، بناء على التعليمات السامية لأمير المؤمنين.
ولن يكون بوسع هذه الجهود أن تؤتي أكلها في معزل عن وضع أسس تأطير ناجع وإيجاد تعليم ديني حريص على صيانة المرجعية الدينية للمملكة، القائمة على إمارة المؤمنين والعقيدة الأشعرية والمذهب المالكي والتصوف السني على منهاج الإمام الجنيد. 
وفي هذا الإطار، يندرج إطلاق خطة دعم التأطير الديني على المستوى المحلي، وإحداث مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للقيمين الدينيين، ومعهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات، إلى جانب التدابير المتضمنة في الظهير المتعلق بتنظيم المجلس العلمي الأعلى والمجالس العلمية المحلية، وتلك المنصوص عليها في إطار ميثاق العلماء. ومن خلال مقاربته المجددة ومتعددة الأبعاد، أضحى المغرب نموذجا يحتذي في مجال تدبير الشأن الديني، حيث تقدم عدد من البلدان الأوروبية وبلدن إفريقيا جنوب الصحراء بطلب الاستفادة من التجربة والخبرة المكتسبتين من طرف المملكة في هذا المجال، وهي الطلبات التي استجابت لها المملكة.
وتعزز هذا الإشعاع الذي يحظى به المغرب من خلال إحداث أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، المبادرة التي تكرس تميز الصلات الجغرافية، والإرث التاريخي والروحي، والتوابث الدينية والعقدية التي تجمع المغرب بعدد من البلدان الإفريقية.
ومن شأن هذه المؤسسة، التي جرى تنصيب أعضاء مجلسها الأعلى في 14 يونيو الماضي بفاس، خلال حفل ترأسه أمير المؤمنين، تمكين العلماء الأفارقة من إرساء أسس تعاون وثيق في خدمة الدين الإسلامي الحنيف، والعمل على النهوض بمجتمعاتهم، ومحاربة التطرف. وتأتي هذه المؤسسة لتتوج مجموعة من الأعمال التي نفذها جلالة الملك، أيده الله، خلال السنين الأخيرة، والتي تؤكد الالتزام الموصول لأمير المؤمنين بنشر القيم السمحة للإسلام، لاسيما عبر بناء المساجد في عدد من البلدان الإفريقية، والحضور المنتظم للعلماء الأفارقة في الدروس الحسنية الرمضانية، وإحداث رابطة علماء المغرب والسينغال، وإحداث معهد الدراسات الإفريقية، وتنظيم ندوات وملتقيات حول الطرق الصوفية، ومنح هبات المصحف الكريم برواية ورش عن نافع لعدد من البلدان الإفريقية.
حدث كم/ماب/الصورة من الأرشيف
ف/ب

التعليقات مغلقة.