رئيس الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية: إهدار الفرص والكفاءات خلف فجوة تنموية هائلة بالقارة الإفريقية – حدث كم

رئيس الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية: إهدار الفرص والكفاءات خلف فجوة تنموية هائلة بالقارة الإفريقية

قال رئيس الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها محمد بشير الراشدي، إن إهدار الفرص والكفاءات وعدم استغلالها على الشكل المطلوب وعلى مدى عقود طويلة، خلف فجوة تنموية كبيرة بدول القارة الإفريقية، ما تزال شعوبها تعاني من تداعياتها.

وأوضح الراشدي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، اليوم الخميس، بشرم الشيخ، على هامش مشاركته في أعمال المنتدى الافريقي الأول لمكافحة الفساد، أن تمظهرات هذه الآفة لا يجب تلخيصها فقط في الرشوة، ولكن تتجلى كذلك في كل ما تفقده القارة من إمكانيات التنمية ومن إهدار للفرص، مشددا على أن نحو 140 مليار دولار ضاعت في إفريقيا بسبب الفساد وهو ما يمثل 25 بالمائة من الدخل الخام للقارة.

وسجل أن الرهان كبير لتدارك هذه الفجوة، وهو ما يتطلب تظافر الجهود لإحداث قطيعة مع الممارسات السلبية وإحداث تغيير جوهري في مجال الوقاية والردع، وبالتالي الدفع بعجلة التنمية بوتيرة سريعة ومندمجة ومتكاملة.

وأكد أن إفريقيا بحاجة أكثر من أي وقت مضى لامكاناتها لتحقيق التنمية المنشودة والاستجابة لانتظارات وتطلعات الشعوب التواقة للازدهار، مبرزا أنه لم يعد بإمكان الشباب الافريقي الانتظار اكثر لتحقيق ما يصبو إليه من عيش كريم والاستفادة من مؤهلات بلدانه.

وأضاف أن هناك اليوم وعيا إيجابيا بدأ يتبلور في مختلف بلدان القارة بضرورة وضع حد لكل تجليات الفساد سواء كان اقتصاديا أو اجتماعيا أو سياسيا، يتعين أن تواكبه إرادة سياسية قوية وراسخة من أجل تحقيق الأثر المرغوب للجهود المبذولة في هذا المجال.

كما أشار إلى أنه لا يمكن القضاء على ظاهرة الفساد دون انخراط كافة مكونات المجتمع، من مؤسسات إنفاذ القانون وهيئات المجتمع المدني والقطاع الخاص والحكومات ، حتى يتم تحقيق التقائية وانسجام في الادوار وفي الجهود.

وأكد أهمية القضاء على الرشوة بالخصوص في القطاع الخاص ببلدان القارة لما له من دور أساسي في الدفع بعجلة الدينامية الاقتصادية، مبينا أن الرشوة لا تعني فرصة لتسهيل المساطر وتبسيطها وتسريعها ولكن سببا لهدر الامكانيات الخاصة بالمقاولة والإضرار بالتنافسية على المديين المتوسط والبعيد.

من جهة أخرى، قال السيد الراشدي، إن الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها فتحت عدة أوراش من أجل تهييئ الأرضية الصلبة لبلورة استراتيجية وطنية متكاملة ومنسجمة، في إطار السعي للتنزيل السليم والفعال لصلاحياتها الدستورية وحرصا منها على ضمان التقائية جهود جميع الفاعلين والمتدخلين في مجال محاربة الفساد.

ولفت إلى أن محاور هذه الاستراتيجية متعددة وتسعى لفهم الظاهرة ورصد تمظهراتها وكذا رصد كيفية تطور بؤر الفساد وتتبع الوسائل التي تسهل عملية انتشاره.

وأضاف أنه سيتم كذلك إحداث مرصد لجمع المعلومات على مستويات متعددة ومن مصادر مختلفة حتى يتسنى وضع قاعدة بيانات لفهم الظاهرة أكثر وبالتالي التصدي لها بنجاعة وفعالية.

وأشار السيد الراشدي، إلى إن الاستراتيجية تتضمن كذلك التواصل مع مختلف مكونات وشرائح المجتمع بصفة مباشرة بما في ذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي في سياق التفاعل اليومي مع المواطنين والاستفادة من أفكارهم واقتراحاتهم .

وخلص إلى أن الهدف يبقى هو التصدي الفعال للفساد والمفسدين وإعطاء دينامية جديدة لظاهرة الإفلات من العقاب.

ويهدف المنتدى إلى تشجيع الدول الإفريقية على تبني سياسات واعتماد خطط عمل و برامج تؤدي للقضاء علي الفساد و تحقيق الترابط المعرفي بين جميع أنحاء القارة حول مخاطر الفساد على جهود التنمية والتحديث.

كما يسعى لأن يكون ملتقى مستداما للحوار بين دول القارة وفضاء لتبادل المعلومات والخبرات و التوعية بشأن التدابير والتجارب الوطنية ذات الصلة بمواجهة الفساد، تنفيذا للالتزامات القارية والدولية وكيفية تنمية قدرات الموارد البشرية في مختلف أوجه مكافحة الفساد، وتعزيز التنسيق الحكومي الإفريقي في هذا المجال.

وتشمل أجندة المنتدى، استعراض الجهود الوطنية لمكافحة الفساد في عدد من الدول الأفريقية تنفيذا للالتزامات القارية والدولية، ومناقشة دور مكافحة الفساد في تنمية القارة.

حدث كم/ومع

التعليقات مغلقة.