الرباط : معرض للوثائق يؤرخ لعمق العلاقات التاريخية المغربية-التركية ابتداء من القرن 16 – حدث كم

الرباط : معرض للوثائق يؤرخ لعمق العلاقات التاريخية المغربية-التركية ابتداء من القرن 16

احتضن الفضاء الوطني للذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بالرباط، اليوم الاثنين، معرضا للوثائق حول “العلاقات المغربية-التركية في الأرشيف العثماني”، يروم استكشاف وثائق تؤرخ لحقبة مهمة من تاريخ هذه العلاقات منذ القرن السادس عشر.

ويضم هذا المعرض، الذي تنظمه المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بشراكة مع سفارة الجمهورية التركية بالمغرب، وبدعم من المديرية العامة لأرشيف الدولة بتركيا، إلى غاية متم يوليوز المقبل، 72 لوحة وثيقة تبرز عمق العلاقات المغربية-التركية الضاربة في التاريخ.

وبهذه المناسبة، أكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، السيد مصطفى الكثيري في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن مراكز الأرشيف بتركيا تحتفظ برصيد كبير من الوثائق التاريخية من الأرشيف المغربي-التركي، الذي يوثق للعديد من المعاملات بين البلدين مدونة باللغتين العربية والعثمانية، “وهي وثائق تحظى باهتمام المؤرخين والباحثين خاصة في الجامعات المغربية”.

وأضاف أن المندوبية السامية تهتم بجزء من الوثائق التي تتناول تاريخ العلاقات المغربية-التركية إبان فترة احتلال المغرب من قبل الحماية الفرنسية والاسبانية والحكم الدولي لمدينة طنجة، مبرزا أنه بموجب اتفاقية التعاون والشراكة بين المندوبية والسفارة التركية، تسلمت المندوبية أزيد من ثلاثة آلاف وثيقة، وفي مقابل ذلك تم تسليم الجانب التركي حوالي 800 وثيقة من الخزانة الحسنية والوثائق الملكية وجامعة القرويين وبعض المعاهد التي تحتضن الأرشيف المغربي العثماني بتطوان.

وسجل السيد الكثيري أن المندوبية تسعى، من خلال هذا التعاون، إلى البحث عن كافة الوثائق التاريخية التي لها علاقة بالمغرب، مذكرا في هذ الصدد بالمناظرة المغربية-التركية التي نظمتها المندوبية السامية بتعاون مع السفارة التركية بالرباط ومعهد الدراسات التاريخية باسطنبول خلال السنة الماضية، والتي تناولت التاريخ المغربي العثماني، وأبرزت أهميته وأبعاده ودوره في تعزيز العلاقات المغربية-التركية وتطويرها.

واعتبر أن من شأن التعاون والتقارب الثقافيين أن يسهما في تطوير العلاقات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية بين البلدين، مشيرا إلى أن الذاكرة المشتركة تعد وعاء ورافعة لتنمية هذه العلاقات في جميع المجالات، حاضرا ومستقبلا.

من جانبه، قال السفير التركي بالمغرب، السيد أحمد أيدن دوغان، في تصريح مماثل، إن التبادل الثقافي يعتبر مجالا مهما للتعاون التركي-المغربي، مسجلا أن البلدين تجمعهما علاقات جيدة وتعاون مثمر في جميع المجالات، بما فيها الثقافة التي لا تشمل السينما والمسرح فحسب، بل أيضا التاريخ الذي يوثق عمق هذه العلاقات التاريخية الجديرة بالاستكشاف.

وأشار الدبلوماسي التركي إلى أن هذا المعرض، الذي يتضمن وثائق تؤرخ العلاقات المغربية-التركية في الأرشيف العثماني، يضم معاملات ومراسلات مكتوبة بين السلاطين العثمانيين ونظرائم المغاربة، “وهي وثائق تؤكد على أن البلدين تربطهما علاقات تاريخية عميقة ومنظمة وغنية على مر التاريخ”.

ح/م

التعليقات مغلقة.