قمة الضفتين: التزامات من أجل رؤية جديدة وطموحة في منطقة المتوسط – حدث كم

قمة الضفتين: التزامات من أجل رؤية جديدة وطموحة في منطقة المتوسط

اعتمد وزراء خارجية مجموعة الحوار ( خمسة زائد خمسة ) التي تضم كل من ( فرنسا والبرتغال وإسبانيا وإيطاليا ومالطا وموريتانيا والمغرب والجزائر وتونس وليبيا ) أمس الاثنين بمارسيليا ” التزامات من أجل رؤية طموحة جديدة في منطقة حوض البحر الأبيض ” وذلك في أعقاب اختتام أشغال ” قمة الضفتين .. منتدى المتوسط ” .

وقد تم تسليم هذه الالتزامات التي تروم إضفاء دينامية وزخم جديدين على العلاقات بين ضفتي المتوسط من خلال تنفيذ المشاريع التي اقترحتها منظمات وهيئات المجتمع المدني بالمنطقة المتوسطية في إطار الاستجابة الجماعية للتحديات المشتركة في الحوض المتوسطي، رسميا إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي حدد موعدا خلال ستة أشهر من أجل عقد قمة أخرى ستكون هذه المرة على مستوى رؤساء الدول بهدف تقييم الإنجازات الأولى الملموسة لإعلان مارسيليا .

وتهم هذه الالتزامات الكبرى خمسة محاور شملت ميادين ” المعرفة والتنقل ” و ” استدامة منطقة المتوسط ” والتعددية الثقافية ” و ” دعم روح الابتكار وتعزيز النهوض بالمجال الرقمي وريادة الأعمال في منطقة المتوسط ” بالإضافة إلى ” دعم مدن حوض البحر المتوسط ” .

وأكد الإعلان بشكل ملموس على أهمية دور المجتمع المدني في المنطقة المتوسطية في بناء فضاء مشترك للحوار تكون له القدرة على تحفيز وتطوير العلاقات بين الشمال والجنوب وبين الجنوب والجنوب من خلال 14 مشروعا لاسيما في مجال الذكاء الاصطناعي والرقمي والبيئة والتنمية المستدامة والتنمية الحضرية والمدينة المستدامة والشباب والتعليم والثقافة واللغات .

وأكد جان إيف لودريان وزير الشؤون الخارجية الفرنسي خلال افتتاح أشغال هذه القمة أن هذه المشاريع تبرز قبل كل شيء أن هناك تقاربا متبادلا على جانبي ضفتي البحر الأبيض المتوسط مشيرا إلى ” التنوع ولكن أيضا التفاهم والتماسك العميق الذي يساهم في تقوية وتعزيز التضامن بين الشمال والجنوب ” .

واستعرض من بين النماذج الأكثر رمزية برنامج ” البحر الأبيض المتوسط .. أمل جديد ” الذي تم اعتماده استجابة لمتطلبات سوق الشغل وإنشاء شبكة مدارس المهن والحرف البحرية بضفتي المتوسط اللذين سيوفران تكوينا وتدريبا للشباب بالمنطقة المتوسطية في مجال الاقتصاد الأزرق أو إنشاء الدار الأوربية العربية للترجمة أو إطلاق وسيلة إعلام متوسطية متعددة اللغات والتي من شأنها أن تعزز الصورة الإيجابية للمنطقة .

ومن بين المشاريع الرائدة والرئيسية التي تضمنتها هذه المبادرة إنشاء ( إيراسموس ) متوسطي لإعادة تأهيل المدن العتيقة في البلدان المغاربية .

وسيتم دعم المشاريع التي اختيرت في إطار هذه المبادرة من طرف عدة جهات منها الاتحاد الأوربي وجمهورية ألمانيا الاتحادية والبنك الأوربي للاستثمار والبنك الأوروبي للبناء والتعمير والبنك الدولي ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية والاتحاد من أجل المتوسط ومؤسسة ( آنا ليند ) للحوار بين الثقافات.

وتأتي ” قمة الضفتين .. منتدى المتوسط ” التي نظمت بمبادرة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إثر نهاية مسلسل غير مسبوق من مشاورات المجتمع المدني في منطقة المتوسط في إطار الحوار المتوسطي ( 5 زائد 5 ) الذي يجمع خمس دول من الضفة الجنوبية للمتوسط ( موريتانيا والمغرب والجزائر وتونس وليبيا ) وخمس دول من الضفة الشمالية ( البرتغال وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا ومالطا ) .

كما ينخرط في هذه المبادرة الاتحاد الأوربي وألمانيا وكذا المنظمات المتوسطية والمنظمات الاقتصادية الدولية الرئيسية بالمنطقة .

وأشركت هذه القمة المجتمع المدني من خلال خمس منتديات موضوعاتية واجتماع لتقييم الحصيلة نظمتها بلدان الحوار ( 5 زائد 5 ) وكذا تعبئة مائة شخصية ( عشرة من كل دولة ) مؤهلة من المجتمع المدني المتوسطي تنحدر من بلدان الحوار ( 5 زائد 5 ) .

وشاركت هذه الشخصيات في مجموع المنتديات الإعدادية الموضوعاتية بهدف إعادة النقاشات وتحديد الأفكار والمشاريع .

وعقدت خمس منتديات إقليمية موضوعاتية في 2019 قبل ” قمة الضفتين .. منتدى المتوسط ” والتي تناولت الطاقة ( الجزائر في 8 أبريل ) والشباب والتعليم والتنقل ( مالطا في 24 و25 أبريل ) ثم الاقتصاد والتنافسية ( المغرب في 29 أبريل ) والثقافة والإعلام والسياحة ( مونبولييه في 2 و3 ماي ) وأخيرا التنمية المستدامة ( باليرمو في 16 ماي ) .

وانعقدت جمعية ” المئات ” من جهتها في 11 يونيو الأخير بتونس من أجل مشاورات واسعة لممثلي المجتمع المدني لبلدان الحوض الغربي للمتوسط في أفق قمة مارسيليا .

و.م.ع

التعليقات مغلقة.