“المنتدى الإقليمي الرابع للاتحاد من أجل المتوسط” : أحمد رحو يدعو إلى تكثيف العمل المشترك للاستجابة لانتظارات شعوب المنطقة
أكد السيد أحمد رحو سفير المغرب لدى الاتحاد الأوربي أمس الخميس في برشلونة على ضرورة تكثيف العمل المشترك من خلال تدابير وإجراءات وبرامج ملموسة من أجل الاستجابة لانتظارات ومصالح شعوب المنطقة المتوسطية .
وقال السيد أحمد رحو في كلمة أمام المشاركين في المنتدى الإقليمي الرابع لوزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد من أجل المتوسط ” إن الوقت قد حان من أجل العمل معا في إطار الشراكة والتعاون عبر إعداد وتطوير الأنشطة والبرامج والمقاربات التي تهم مصالح بلداننا واعتماد برامج تركز في المقام الأول على تلبية حاجيات مجتمعاتنا ” .
وأضاف سفير المغرب في الاتحاد الأوربي الذي مثل المملكة في هذا المنتدى الإقليمي الرابع إلى جانب السيدة كريمة بنيعيش سفيرة المغرب في إسبانيا أن هذا العمل وهذا المجهود يجب أن يرتكز على عدة أعمدة رئيسية تتمثل في المقام الأول في دعم وتعزيز الحوار السياسي والتفاهم المتبادل من أجل المساهمة في تقوية وتعزيز التماسك الذي لا يزال هشا داخل مجموعة دول الحوض المتوسطي التي تختلف وجهات نظرها حول العديد من القضايا لاسيما النزاع في الشرق الأوسط الذي يتطلب حلال دائما وعادلا يرتكز على أساس حل الدولتين وفقا للشرعية الدولية .
وأكد أنه من هذا المنطلق يجب استغلال الزخم الذي أحدثه ” نداء القدس ” الذي وقعه في مارس الماضي بالرباط أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس وقداسة البابا فرانسيس والذي يروم المحافظة والنهوض بالطابع الخاص للقدس كمدينة متعددة الأديان والبعد الروحي والهوية الفريدة للمدينة المقدسة .
كما شدد على ضرورة إعادة التفكير في التعاون القطاعي من أجل تحقيق اندماج إقليمي أفضل مشيرا إلى أهمية العمل جنبا إلى جنب حسب القطاعات ذات الأولوية والتي تم التوافق حولها من خلال استراتيجيات وبرامج إقليمية واقعية وطموحة وذات نفس مستقبلي .
وقال الدبلوماسي المغربي إن مكافحة التغيرات المناخية وتقليص الفجوة الرقمية وتأهيل البنيات التحتية لقطاعات النقل والطاقة كلها قضايا ملحة ” وهي التي ستشكل مستقبلنا المشترك وتساهم بالتالي في دعم وتعزيز قدراتنا وإمكانياتنا المشتركة في عالم يتغير باستمرار ” .
وأكد في نفس السياق على ضرورة تقوية علاقات التعاون والشراكة في مجالات البحث العلمي والابتكار بهدف دعم وتعزيز الربط بين أنظمة وشبكات الأبحاث من أجل تنمية وتطوير الإبداع والابتكار في المجال العلمي .
وحسب السيد أحمد رحو فإن ” الهدف من تكثيف علاقات التعاون والشراكة يتمثل بالخصوص في إقامة مجتمع يحظى بالثقة وتكون له القدرة على تقاسم القيم الإنسانية المشتركة مع احترام خصوصيات الشركاء ” مشيرا إلى أهمية تفاعل الاتحاد من أجل المتوسط مع المبادرات والجهات الفاعلة الأخرى بدل تغليب منطق المنافسة .
وأوضح أن انخراط ومشاركة الاتحاد من أجل المتوسط في عملية إعداد وتنظيم ” قمة الضفتين ” يشكل نموذجا مثاليا في هذا المجال ويجب تشجيع الأمانة العامة للاتحاد من أجل المتوسط للرفع من مستوى تعاونها مع المبادرات الأخرى التي يتم تنفيذها على المستوى الإقليمي .
واعتبر الدبلوماسي المغربي أن التعاون الإقليمي داخل الاتحاد من أجل المتوسط ليس مجرد ” واجب تضامني صرف ” وإنما هو ” ضرورة حتمية خدمة للمصالح المشتركة ” مؤكدا التزام المغرب ب ” دعم وتعزيز شراكتنا وتفعيلها وجعلها أكثر وضوحا في أعين المواطنين ” .
وأشار إلى أن المملكة المغربية تشيد بارتفاع وتيرة التعاون الإقليمي وكذا بالشراكة التي تتعزز تدريجيا مضيفا أن العناصر الرئيسية لإعطاء مزيد من الدينامية للشراكة الأورومتوسطية ترتكز على أربعة مقترحات تتمثل في جعل عام 2020 التي تخلد الذكرى الخامسة والعشرين لمسلسل برشلونة ” سنة للتأمل والتفكير في مستقبل هذه الشراكة في شموليتها بمساهمة جميع الفاعلين المعنيين مع التأسيس في إطار اجتماع كبار المسؤولين في مجموعات العمل الموضوعاتية غير الرسمية لنهج تعميق النقاش والحوار وتقديم المقترحات ” .
كما دعا إلى دعم وتعزيز اللقاءات والنقاشات والتواصل وتقاسم التجارب والخبرات بين الدول الأعضاء في الاتحاد مع العمل على إعداد برامج ومقاربات يكون من بين أهدافها ” الرفع من مستوى وضوح رؤية الاتحاد من أجل المتوسط في الملتقيات والمحافل الدولية متعددة الأطراف وذلك من أجل إعطاء زخم جديد للشراكة الأورومتوسطية ” .
ح/م
التعليقات مغلقة.