أدى أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، اليوم صلاة الجمعة بمسجد النصر بمدينة مراكش.
واستهل الخطيب خطبتي الجمعة، بالتذكير بشرائع الإسلام ومبادئه وأحكامه، مشيرا إلى أن الصراط المستقيم هو الطريق الواضح الضامن لحيازة كل خير، والسلامة من كل شر، وهو دعوة الرسل الكرام عليهم السلام، وما جاءوا به من البينات.
وأضاف أن الناس أمروا بأن يتبعوا سبيل الرشد وطريق النجاح، وأن يسيروا عليه ظاهرا وباطنا، من غير جور ولا شطط، ومن دون ضيق ولا حرج، ليعيشوا عيشة سعيدة هنية، وتكون عاقبتهم الحسنى، معتبرا أن الاستقامة، كلمة جامعة تأخذ بمجامع الدين والدنيا، لأنها تحقق كل الأمور، وتحصل كل الأجور، ويأمن صاحبها يوم البعث والنشور، فبالاستقامة تسعد المجتمعات، وتعم الخيرات والبركات، وتنال أعلى المقامات.
وذكر بأن الاستقامة هي أيضا القيام بين يدي الله بما أمر به واجتناب ما نهى عنه، والوفاء بالمواثيق والعهود، إذ الإسلام إيمان بالله وحده دون سواه، ثم استقامة على منهجه وشرعه من غير تغيير أو تبديل أو تقصير، مع مراعاة التوسط والاعتدال في كل أمر لقوله تعـالى “فاتقوا الله ما استطعتم”.
وسجل الخطيب أن أعظم الكرامة هي لزوم الاستقامة، وإن آخر من أرسله الله لهداية الناس، وأكمل به الدين، وأتم به النعمة، وختم به مكارم الأخلاق، هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، الذي خاطبه بقوله تعالى: “وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم، صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض”.
ولبيان الحاجة إلى الهداية وأهميتها، يضيف الخطيب، يسأل المؤمن ربه في صلاته الهداية إلى الصراط المستقيم من خلال تلاوته لسورة الفاتحة في صلواته على الأقل سبع عشرة مرة، ليسير العبد على سننه في كل ما يأتي ويذر من نيات ومقاصد، وأقوال وأعمال.
وأكد أنه على قدر ثبات الإنسان على هذا الصراط المنصوب في هذه الدار، يكون الممر على الصراط المنصوب يوم المعاد، فيصرف عنه من صرف عنه في الدنيا، ويثبت عليه من ثبت عليه في الدنيا، ومنازل الناس في السعادة والشقاوة يوم النشر والحشر على قدر منازلهم في الإيمان بالله والعمل الصالح.
وشدد الخطيب على أن الاستقامة على الصراط المستقيم ثبات وانتصار، وفوز في معركة الطاعات على الأهواء والرغبات والشهوات، ولعظم هذه الاستقامة وشرفها ومكانتها ومنزلتها عند الله تعالى، أمر نبيه ومن تبعه من المؤمنين بلزومها وعدم الحياد عنها، فقال تعالى “فاستقم كما أمرت ومن تاب معك”.
وذكر بأن من خصائص المقربين إلى الله، شدة الخوف منه، لكمال التجلي والتحلي، وكلما زاد القرب زاد الخوف، لأنه لا يستقيم الإيمان في قلب العبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه.
وفي الختام، ابتهل الخطيب إلى الله تعالى، بأن ينصر أمير المؤمنين،صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصرا عزيزا يعز به الدين ويعلي به راية الاسلام والمسلمين، ويحفظه في ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي الحسن، ويشد عضد جلالته بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير السعيد مولاي رشيد، وسائر أفراد أسرته الملكية الشريفة.
كما تضرع إلى العلي القدير بأن يتغمد بواسع رحمته فقيدي العروبة والإسلام جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني ويطيب ثراهما ويكرم مثواهما ويسكنهما فسيح جناته.
التعليقات مغلقة.