أسبوعية “الأهرام العربي”: الراحل عبد الكريم غلاب كاتب ومناضل من أكثر أبناء المغرب احتفالا بالنهضة والتجديد
كتبت أسبوعية (الأهرام العربي)، أن الراحل عبد الكريم غلاب كاتب ومناضل من أكثر أبناء المغرب احتفالا بالنهضة والتجديد.
وأشارت الأسبوعية في مقال للكاتب المصري نبيل فرج بعنوان “في وداع الكاتب المغربي عبدالكريم غلاب، ذكريات الحياة في مصر” نشرته في عددها الأخير، اليوم الجمعة، إلى أن الراحل غلاب “كاتب ومناضل من ألمع أبناء المغرب وأكثرهم احتفالا بالنهضة والتجديد سواء من خلال أعماله الأدبية وأنشطته الاجتماعية أو المناصب العليا التي شغلها في بلاده في مجالات السياسة والثقافة”.
وتوقف الكاتب في مقاله عند علاقة غلاب الوطيدة بمصر ومعرفته بما تختزنه القاهرة من وقائع وأسرار، معتمدا في ذلك على كتاب للفقيد بعنوان “القاهرة تبوح بأسرارها” الصادر ضمن سلسلة “كتاب الهلال” عام 1951 والذي أعيد طبعه سنة 2000.
وأضاف نبيل فرج أن هذا الكتاب يستحضر “مكانة مصر لدى غلاب والتي غذت جزءا من كيانه وعشقه للفن والجمال ومن حبه للإنسان”، مشيرا إلى أن “علاقة الفقيد بمصر لم تبدأ في أواخر 1939 حين شد الرحال إليها، وإنما بدأت قبل هذا التاريخ بسنوات طويلة منذ كان يطالع في مدينته فاس الصحف والمجلات المصرية ك (الأهرام) و(الهلال) و(المقتطف) وهي الدوريات التي ساهمت في نشر العلم والمعرفة في العالم العربي ومن خلالها أحب غلاب القاهرة و”كان حبه لها في وزن حب أهل القاهرة لها”.
وأشار إلى أن عبد الكريم غلاب اكتسب ثقافته “الطليعية” والقدرة على الجدل من الثقافة المصرية التي كانت في مرحلة من التطور والتجديد، وقال إنه ” اكتسب هذه الثقافة من كتابها وأغانيها ومسارحها ومتاحفها ومساجدها”، معترفا بأن دراسته الجامعية التي أنارت قلبه، “غرست النبات الأول لوعيه السياسي الذي انبثق في مدينته فاس كنبت صغير من الوعي الوطني”.
وأضاف الكاتب أن علاقة غلاب بمصر كانت علاقة وطيدة حيث تلقى تعليمه الجامعي في كلية الآداب بالقاهرة واختلط بالأوساط الثقافية بالعاصمة ، مضيفا أن الفقيد “ليس وحده الذي غدت القاهرة مكونا أساسيا له تبوح له بأسرارها، وإنما كانت القاهرة كذلك بالنسبة لكثير من الوافدين إليها من أنحاء العالم العربي منذ القرن التاسع عشر يتلقون ذخائرها المخزونة من أقدم العضور ويشاركون في حياتها المادية والفكرية”.
وأكد أن غلاب كان، وهو تحت تأثير ثقافته الحديثة، يتشبث بما هو “غير مطروق وغير جامد” دون أن ينصرف أو يضعف تقديره للقيم الأصيلة الرصينة التي تتمثل في التراث العربي والأجنبي الذي لا ينفصل عن الحياة، مبرزا أن غاية غلاب كانت في المقام الأول تثقيف نفسه بالثقافة الحقيقية وليس مجرد الحصول على شهادة جامعية من القاهرة.
وخلص نبيل فرج إلى أن شهادة غلاب عن الحياة في مصر، شهادة “صادقة للغاية ودقيقة جدا” أقرب ما تكون للمذكرات والوثائق، يذكر فيها أنها كانت نافذة الحرية للبلاد العربية، لا تمنع أحدا من المناضلين العرب الذين يلتجؤون إليها، مضيفا أن مصر في نظر غلاب، “عرفت العالم بولاء المغاربة الذين يناضلون من أجل وطنهم مما كان له أعظم الأثر في طرح قضاياهم العادلة وبلوغ أهدافهم”.
ح/م
التعليقات مغلقة.