لقيت كلمة الرئيس التونسي قيس سعيد التي ألقاها في القمة العربية في دورتها ال31 أول أمس الثلاثاء1 أكتوبر 2022 التي أقيمت بالعاصمة الجزائر ، انتقادات غير مسبوقة من كبار السياسين والمثقفين والأكاديميين وكذا حتى من بعض الوزراء في حكومات سابقة ورجال السلك الدبلوماسي التونسيين .
حيث أجمعت الردود السريعة لهذه الشريحة من النخب بتونس الخضراء حيال كلمة الرئيس قيس، على كشف حجم التناقض والإزدواجية في معيار الخطاب الذي يمارسه ساكن قصر قرطاج بشكل مستفز أقرب منه الى الإستهزاء والسخرية من ذكاء الشعب التونسي. وكانت أبرز ردود الفعل هاته المنتقد لخطاب الرئيس في قمة ” لم الشمل”، والتي دعا عبرها قيس سعيد الى دعم القضية الفلسطينية ووضع حد للخلافات بين الدول العربية ، وحل المشاكل الداخلية التي تعيشها عدد من الدول على غرار ليبيا واليمن وسوريا.
مؤكدا على أن ما يقع في هذه القمة بالجزائر بؤسس لمستقبل أفضل لمنطقتنا والأمة كلها والإنسانية جمعاء، قبل أن يضيف رئيس كل الصلاحيات التونسية في ذات الخطاب “إن قمة الجزائر ستساهم بدون شك في حل الخلافات بين الدول العربية ، وتبنيها لشعار “لم الشمل” يختزل بكل تأكيد كل ما نعيشه معا من شعور بالواجب للجامعة العربية وضرورة تجاوز الأسباب التي أدت إلى الاوضاع الراهنة.
وزاد قيس قائلا “إننا نعيش في عدد من المناطق حربا ضروسا في مواجهة من يريدون إسقاط الدولة ولايمكن أن نخرج منتصرين ظافرين الإ بوحدة الصف ولم الشمل والقضاء على كل أسباب الفرقة والإنقسام والإتفاق على التكاتف”.
الى ذلك كانت أبرز الإنتقادات والردود القوية على ما تظمنه خطاب الرئيس التونسي قيس سعيد، على لسان رفيق عبد السلام الوزير السابق حيث قال ” المشكلة الكبرى أن مشهد الخطابات البلهاء للرئيس قيس، الذي نرى كتونسيين وتؤلمنا قلوبنا على حال البلاد والعباد ، انتقل الآن على الهواء مباشرة الى العالم العربي وما هو أوسع من ذلك عبر منبر الجامعة العربية” وتابع ذات الوزير السابق قائلا ” حصة تعذيب مفتوحة لمدة نصف ساعة من الخطاب السريالي الفوضوي ، حيث لا تعرف مقدماته من خواتمه،.
القذافي كان على الأقل يتمتع بشيء من السلاسة وخفة الروح، أما القذافي الجديد فهو فقير مفلس الى جانب كونه قلق العبارة سقيم اللسان، “.
في حين كان جواب المؤرخ والمحلل السياسي التونسي عبد اللطيف الحناشي على خطاب سعيد بذات المناسبة، يحتمل الكثير من السخرية اللاذعة حيث قال ” شكرا سيدي الرئيس موقف عروبي سليم ، غير أننا نأمل أن تقدم مثالا لما تدعو إليه ، انطلاقا من تونس وان تبادر بحل الخلافات السياسية بينك وبين أبناء وطنك ،من سياسيين ، ومجتمع مدني وغيرهم، ومعالجة المشاكل الإقتصادية والإجتماعية التي تعيشها البلاد خاصة وانت مالك لكل الصلاحيات “.
هكذا عبرت شريحة واسعة من أبناء الشعب التونسي على خطاب رئيس قصر قرطاج الذي ألقاه بمناسبة انعقاد القمة العربية بالجزائر يومي 1 و2 من نونبر الجاري، في تفاعل غير معهود للتونسين مع ما جاء في خطاب رئيسهم من تناقض وتعارض وازدواجية في الكلام والخطاب ، بالنظر الى ما هو سائد على الساحة التونسية على كافة المستويات، وما دعا إليه قيصر تونس الجديدة من على منصت القمة جامعة الدول العربية….!
ح/ب
التعليقات مغلقة.