مصطفى البحر:أسرت مصادر إعلامية محلية بالجزائر، مقربة جدا من صناع القرار بمؤسسة الجيش الوطني الشعبي،
مفادها أن التيارالمقرب والموالي للفريق أول السعيد شنقريحة، يعيش حالة غليان ورعب غير مسبوقة ، بعد أن تناهى الى علمه وبشكل شبه موثوق خبر مغادرة ” الشيخ ” والرجل القوي، الماسك بأقوى مفاتيح الحكم بقصر المرادية السعيد شنقريحة لمنصب قائد أركان الجيش.
حيث تواترت أخبار على نطاق واسع، تحدثت عن قرب إحالة هذا الأخير على التقاعد ،عقب تدهور حالته الصحية في الآونة الأخيرة جراء الأدوية والمنشطات وكذا المقويات الحيوية التي اعتاد على تناولها بشكل مفرط، بهدف محاولة مقاومة التعب والإنهيار الذي يصيبه بين الفينة والأخرى، قبل أن تزداد حدته في الأسابيع الماضية.
ما أثر بشكل لافت ومخيف على وضعه الصحي، بالنظر كذلك الى تقدمه في السن ،وإجهاده في العمل من خلال تتبعه لأدق التفاصيل ذات الصلة بدواليب الحكم المدني والعسكري والإستخباراتي. وذلك راجع بالأساس الى توجسه وحذره الشديد من المقربين منه قبل المناوئين له داخل وخارج مؤسسات الحكم في الجزائر.
وارتفع منسوب الخوف والهلع مؤخرا بأوساط الموالين لشنقريحة، سيما كبار ضباط الجيش وبعض رموز نظام الحكم الحالي، بعد تواتر خبر قرب إنهاء مهامه، واحتمال وضعه تحت المراقبة الامنية،والتحفظ عليه في أحد المعتقلات السرية من أجل إخضاعه للمحاكمة، كما فعل هو الأخر بخصومه على عهد الجنرال القايد صالح ،نظير ما ارتكبه ” شنقريحة ” من تصفية وقتل وانتقام واعتقال وطرد ونفي وجرم في حق العديد من جنرالات تيار الضباط العسكرين والإستخباراتين، الذين كان يعتقد شنقريحة أنهم يشكلون تهديدا حقيقيا لمنصبه وسلطته التي مارسها ومايزال، بعد تنحية وتصفية القايد صالح، بقبضة من حديد في حقهم وفي حق أفراد الشعب الجزائري ،بخاصة شباب ومناضلو الحراك الشعبي السلمي الذي أسقط رأس النظام الجزائري في شخص عبد العزيز بوتفليقة وبعض رموز عصابة نظام حمكه.
وفي سياق متصل قالت مصادر مقربة هذه المرة من ديوان رئيس الجمهورية،أن ما يؤكد صحة قرب إزاحة السعيد شنقريحة من منصبه ، وربما التحفظ عليه بأحد مراكز الإعتقال، كما عبر عن ذلك بشكل علني ولأول مرة بعض الجنرالات والمستشارين المحيطين بالرئيس عبد المجيد تبون بغرض تنحيته من على منصب رأس المؤسسة العسكرية ، ما يؤكد هذا المنحى كشفت أبعاده الطريقة والصيغة المفاجأة وغير المعتادة التي تحدث بها السعيد شنقريحة عن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون ،والتي عبر من خلالها عن تملقه ومدحه والنفخ في شخصه بشكل لافت أقرب إلى الإنبطاح وتقديم شروط البيعة والوفاء والإخلاص لرئيس الدولة.
جاء ذلك في كلمة ألقاها شنقريحة بمناسبة انطلاق المناورات العسكرية/ الروسية على مستوى الفرق العسكرية الخاصة بين البلدين ، في المنطقة العسكرية الحدودية المحاذية للمغرب، والتي لا تبعد عن التراب المغربي إلا بما يقارب ال 80 كلم. ما يؤشر في الجزائر عن قرب نهاية الرجل القوي في نظام الحكم العسكري الشمولي. ويفتح بالمقابل باب الإنتقام وتصفية الحسابات من جديد على غرار ما حصل في المرحلة السابقة بين التيارات المتصارعة ،وبين كبار الجنرالات المتحكمين بقوة الحديد والنار في رقاب العباد والبلاد في بلاد الأمير عبد القادر…؟!
التعليقات مغلقة.