الملاحم التي سطرها الجنود المغاربة في أرض المعركة ببلجيكا وباقي أوروبا | حدث كم

الملاحم التي سطرها الجنود المغاربة في أرض المعركة ببلجيكا وباقي أوروبا

16/05/2023

أجمع المتدخلون خلال يوم دراسي نظم، امس الاثنين ببروكسيل، حول موضوع “الذاكرة المشتركة بلجيكا-المغرب”، أن التضحيات الجسام التي قدمها الجنود المغاربة في أرض المعركة ببلجيكا وعدد من البلدان الأوروبية، تقتضي التعريف بها على نطاق واسع لدى الأجيال الشابة، لاسيما من خلال إدماجها الفعلي ضمن المناهج التعليمية.
وأوضحوا خلال هذا اللقاء الذي ن ظم من قبل معهد التراث الحربي “وور هيريتاج إنستيتيوت” بالتعاون مع سفارة المغرب ببلجيكا، برحاب المتحف الملكي للجيش والتاريخ العسكري، أن معركة جومبلو-شاستر (10 ماي 1940) هي إحدى المحطات البارزة في الكفاح المشترك ضد القوات النازية، التي أظهر فيها الجنود المغاربة أروع صور البطولة والشجاعة، ومن ثم فهي ملحمة يتعين إدراجها ضمن المناهج التعليمية حتى يتسنى التعرف عليها من قبل الأجيال الصاعدة.
وفي هذا السياق، قالت النائبة البرلمانية بجهة بروكسيل-العاصمة، لطيفة آيت بعلا، في مداخلة لها، إن الوفاء بواجب الذاكرة تجاه المحاربين المغاربة الذين سقطوا في ساحة المعركة بأوروبا إبان الحرب العالمية الثانية، هو أمر ضروري سيتيح تسليط الضوء على الماضي المشترك وتعزيز الوحدة وتقريب المسافات بين الشعوب التي تقاسمت الكفاح للتحرر من النازية.
وأوضحت السيدة آيت بعلا في مداخلة عنوانها “معركة جومبلو.. واجب الذاكرة”، أن الوفاء بالدين اتجاه المغاربة الذين حاربوا إلى جانب الحلفاء، يتأتى من خلال التعريف على نطاق واسع بما قدموه من تضحيات وما أبانوا عنه من استماتة لا ت ضاهى في مختلف جبهات القتال، سواء بفرنسا، بلجيكا، هولندا أو إيطاليا.
وأشارت في هذا السياق إلى أن إدماج بطولات المحاربين المغاربة ضمن المناهج التعليمية يكتسي أهمية قصوى، ويتيح تعريف الأطفال المنحدرين من الهجرة المغربية خصوصا على التاريخ المجيد والملاحم التي سطرها أجدادهم على الأراضي الأوروبية.
من جهته، قال المنسق العام لاتحاد الجمعيات المغربية في بلجيكا، محمد زينون، في مداخلة مماثلة، إن الاعتراف بمغربية الجنود الذين سقطوا في معركة جومبلو-شاستر ببلجيكا، هو معركة طويلة خاضها العديد من المناضلين والفاعلين الجمعويين المغاربة منذ ثمانينات القرن الماضي، في الوقت الذي كان فيه هؤلاء المحاربون المغاربة يعتبرون جنودا تابعين للجيش الفرنسي.
وأكد السيد زينون أن الأجيال الصاعدة من مغاربة بلجيكا يحق لهم أن يفخروا بالتاريخ الذي رسم معالمه أجدادهم ببلجيكا، وبانتمائهم لوطنهم الأم المغرب، الذي كان يقف على الدوام إلى جانب القضايا العادلة لمختلف الشعوب عبر العالم.
من جانبه، أوضح الكاتب العام للتعليم الإسلامي الرسمي ببلجيكا ومدير مؤسسة النور ببروكسيل، محمد العلاف، أن معركة جومبلو-شاستر تعد من أبرز الأحداث التي عرفتها الحرب العالمية الثانية، والتي ساهم فيها الجنود المغاربة بعزم وكثافة تلبية لنداء جلالة المغفور له محمد الخامس في 3 شتنبر 1939، والذي أكد فيه على واجب الوقوف إلى جانب الحلفاء ضد الفاشية والنازية والدفاع عن الحرية وحق الشعوب في الوجود .
وأشار السيد العلاف إلى أن هذه المعركة هي مناسبة لاستحضار القيم المشتركة بين الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية، ومن بينهم المملكة المغربية، التي كانت حاضرة على الدوام في المحطات التاريخية الكبرى، عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن القيم الكونية المثلى، مستحضرا في هذا الصدد الحماية التي خص بها جلالة المغفور له الملك محمد الخامس رعاياه من اليهود ووقوفه الشجاع في وجه حكومة فيشي الموالية للنازيين.
وتضمن برنامج هذا اليوم الدراسي مجموعة من العروض التي قدمها خبراء بلجيكيون ومغاربة، والتي سلطت الضوء على معركة جومبلو والمشاركة البطولية للجنود المغاربة في المعارك.

ح/ومع

 

التعليقات مغلقة.