أكاديميون وباحثون مغاربة وفلسطينيون:إحداث كرسي الدراسات المغربية بجامعة القدس.. رافد حيوي للنهوض بالتبادل الثقافي بين المغرب وفلسطين | حدث كم

أكاديميون وباحثون مغاربة وفلسطينيون:إحداث كرسي الدراسات المغربية بجامعة القدس.. رافد حيوي للنهوض بالتبادل الثقافي بين المغرب وفلسطين

0
03/03/2025

أكد أكاديميون وباحثون مغاربة وفلسطينيون، أمس الأحد بجامعة القدس، بالمدينة المقدسة، أن إحداث كرسي الدراسات المغربية بهذه المؤسسة الجامعية الفلسطينية، يشكل رافدا حيويا للنهوض بالتبادل الثقافي بين المغرب وفلسطين.
وأوضحوا، خلال لقاء نظم بمناسبة إطلاق الكرسي بجامعة القدس، بمبادرة من وكالة بيت مال القدس الشريف، أن إحداث هذه اللبنة العلمية يشكل خطوة رائدة تجسد عمق الروابط الأخوية والتاريخية بين الشعبين المغربي والفلسطيني، وهي صفحة وضاءة ستسهم في إثراء التعاون العلمي والثقافي وإذكاء الحوار المعرفي بين الأوساط الأكاديمية في البلدين. وفي هذا الصدد، اعتبرت بنان محسن صلاح الدين، أستاذة الأدب العربي بجامعة القدس، أن هذه “اللحظة التاريخية ليست مجرد تدشين أكاديمي بل هي وعد بمسيرة علمية غنية ستثري حتما فكرنا الجماعي وتعمق الوعي بتاريخنا المشترك وتراثنا المتجذر عبر التاريخ”.
وأضافت، في مداخلتها، أن إحداث هذه النواة العلمية “سيفتح صفحة جديدة ضمن صفحات تعاوننا الأكاديمي في سبيل إغناء إرثنا الحضاري العريق، وسيذكي تطلعنا إلى مستقبل مشترك تتلاقى فيه العقول وتتآلف فيه القلوب على درب العلم والبناء”.
من جهته، اعتبر محمد الشيكر، أستاذ الفلسفة المعاصرة بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن إطلاق كرسي الدراسات المغربية بجامعة القدس، بمثابة نافذة للطلبة الفلسطينيين للتعرف على تنوع الثقافة المغربية من جهة، وإرساء جسور التبادل الثقافي بين الأوساط الأكاديمية المغربية والفلسطينية من جهة ثانية. وأضاف، في مداخلة مماثلة، أن إطلاق هذا الكرسي يعد فرصة مثلى لتعزيز الشراكات البينية المعرفية والعلمية “والتي من شأنها أن تنقل تمسك المغاربة والفلسطينيين معا من التعلق الوجداني بالقضية الفلسطينية إلى فهم فكري ومعرفي أعمق وأكثر فعالية”.
وأشار إلى أن كرسي الدراسات المغربية سيكون بمثابة منبر استراتيجي مستقبلي لإغناء الرصيد العلمي للجامعة المغربية ونظيرتها الفلسطينية، بما يساعد على توطيد الوشائج بين الشعبين الشقيقين ومنح الأواصر التي تجمعهما “ملمحا أكثر متانة ورسوخا”.
من جانبه، أشاد الشاعر، والأمين العام للاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين، مراد السوداني، بمبادرة وكالة بيت مال القدس الشريف إنشاء كرسي الدراسات المغربية بجامعة القدس، معتبرا إياها “خطوة مهمة” نحو تعزيز التبادل الأكاديمي المشترك والتعريف بالتعبيرات الثقافية والفنية المغربية في فلسطين.
وأضاف، في معرض تدخله، أن إطلاق هذا الجسر الأكاديمي من شأنه أن يرسخ صلة الوصل بين الباحثين والمثقفين المغاربة والفلسطينيين، في سبيل خلق نموذج أمثل لتبادل ثقافي يسهم في إشاعة قيم التسامح بين الشعوب.
أما عبد الفتاح البلعمشي، رئيس المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات، فأكد أن إنشاء هذه النافذة العلمية يمثل جسرا حقيقيا لتجويد مناهج التدريس والبحث العلمي في سبيل نصرة القضايا العادلة للشعب الفلسطيني، مؤكدا أن هذا المنبر العلمي سيسهم أيضا في تثمين الحضور المغربي في القدس الشريف وإذكاء الأدوار المهمة التي تضطلع بها وكالة بين مال القدس على المستوى الاجتماعي والإنساني في سبيل دعم صمود المقدسيين.
وتابع أن “المخرجات العلمية لهذا الكرسي وتراكماته المعرفية، ستخلق فهما متجددا للقضية الفلسطينية على المستوى الإقليمي بالنظر لأهمية المحيط الذي تتفاعل فيه المملكة المغربية في إطار عمقها الإفريقي وكذا في إطار علاقاتها المتميزة مع العديد من دول العالم”.
وكانت وكالة بيت مال القدس الشريف، الذراع التنفيذي للجنة القدس التي يترأسها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، قد أطلقت أمس بجامعة القدس- أبو ديس، كرسي الدراسات المغربية، كتخصص جديد في هذه المؤسسة الجامعية الفلسطينية يتوخى منه تعزيز التبادل الأكاديمي وإشاعة الثقافة والحضارة المغربية في فلسطين.
ويندرج إنشاء هذا الكرسي في إطار تعريف الأجيال الجديدة من الطلبة الفلسطينيين بالتراث الثقافي والحضاري للمملكة التي تشكل بعمقها التاريخي والحضاري الراسخ، مركزا لإشاعة قيم الوحدة والحرية والعدالة والسلام.
وستركز أعمال هذا الكرسي، الذي جرى إطلاقه خلال حفل حضره المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف، محمد سالم الشرقاوي، ورئيس جامعة القدس، حنا عبد النور، ورئيسة الكرسي، صفاء ناصر الدين، وعدد من الباحثين والأكاديميين وحشد من الطلبة، على دراسة وتحليل الروابط الاجتماعية والتضامنية التي تصل المغرب بفلسطين، ضمن فضاء توحده العلاقات التاريخية والإنسانية والثقافية والحضارية.

ح/م

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.