بمناسبة 8 مارس .. نساء قويات في تاريخ المغرب | حدث كم

بمناسبة 8 مارس .. نساء قويات في تاريخ المغرب

0
06/03/2025

عمر المصادي: لقد لعبت النساء في تاريخ المغرب دورا محوريا في مختلف المجالات، سواء على المستوى السياسي، الثقافي، أو الإجتماعي. هؤلاء النسوة القويات قدمن إسهامات كبيرة في تطور المجتمع المغربي، وكان لهن تأثير بارز في تشكيل هويته، من خلال تعليمهن، قيادتهن، وصبرهن، استطعن كسر القيود الإجتماعية والتاريخية التي فرضت عليهن، وأثبتن أن المرأة يمكن أن تكون رائدة في كل مجال.

إن الحديث عن دور النساء في تاريخ المغرب، والذي يشهد على قوة وصلابة العديد من النساء اللواتي لعبن أدوارا مهمة في مختلف المجالات السياسية، الإجتماعية والثقافية، إن النساء في المغرب لم يكن مجرد جزء من التاريخ، بل كن فاعلات في صنعه، وقدمنا مساهمات كبيرة ساعدت في تشكيل هوية هذا البلد.

فقد تميزت النساء المغربيات على مر العصور، بالقوة والصبر، وكان لهن تأثير عميق في مختلف المحطات التاريخية. ومن بين أبرز هؤلاء النسوة نجد:

فاطمة الفهرية: مؤسِسة جامعة القرويين في فاس، أقدم جامعة في العالم ما زالت تعمل حتى اليوم. فاطمة الفهرية تركت بصمة واضحة في مجال التعليم، حيث أسست هذه المؤسسة التي كانت ولا تزال منارة للعلم في العالم العربي والإسلامي.

أم المؤمنين زينب بنت جحش: التي تعد إحدى الشخصيات البارزة في التاريخ الإسلامي والمغربي، وكان لها دور كبير في نشر الدعوة الإسلامية وتعليم النساء.

لالة عائشة: الملكة الشهيرة التي عُرفت بحكمتها وقوتها، والتي لعبت دورًا محوريًا في السياسة المغربية في العصر الحديث.

لالة مريم: هي إحدى الأميرات في عهد الدولة العلوية التي ساهمت في السياسة الداخلية والخارجية للمغرب في القرن الـ18، وكان لها دور كبير في الحفاظ على الاستقرار الملكي.

زينب النفزاوية: زوجة القائد الأمازيغي الشهير يوسف بن تاشفين، وقد ساهمت في تعزيز الوحدة بين القبائل المختلفة في المغرب وفي تدعيم الحكم الإسلامي في الأندلس.

أمينة السعدية: كانت شخصية بارزة في فترة السعديين، وذات تأثير مهم في الشؤون السياسية الداخلية. ترأست محاكمات وقضايا سياسية في فترة حكمها.

من خلال هذه النماذج، يتضح أن النساء المغربيات لم يكن فقط شركاء في الحياة الإجتماعية والعائلية، بل كان لهن دور عميق في التأثير في مجريات التاريخ وصنع القرار، ويجب أن نستمر في تسليط الضوء على هذه الإسهامات القيمة.

إن النساء في المغرب لم يقتصر دورهن على المنزل فقط، بل كانت لهن أدوار قيادية في الحروب، السياسة، الثقافة، وحتى في مجال حقوق المرأة.

إننا اليوم نستحضر هذه الشخصيات الملهمة، وندرك أن ما تحقق من تقدم في مجتمعنا لم يكن ليحدث دون إسهامهن وتضحياتهن. من خلال الإيمان بالقدرة على التغيير، تحدت النساء المغربيات التقاليد والعقبات، وأثبتن أن قوتهن لا تقتصر على دورهن التقليدي بل تشمل العديد من المجالات.

وهكذا، يجب علينا جميعا أن نواصل تعزيز مكانة المرأة في المجتمع، وأن نستلهم من تاريخهن لتشجيع الأجيال القادمة على استكمال المسيرة التي بدأتها هؤلاء النسوة القويات.

وفي تاريخ المغرب المعاصر، فالأكيد أن النساء المغربيات قد برزن في العديد من المجالات المعاصرة مثل التنمية البشرية، الرياضة، الثقافة، الشباب، والسياسة، حيث قدمن إسهامات مميزة وساهمن في إحداث تغييرات كبيرة في المجتمع المغربي.

في التنمية البشرية، لعبت العديد من النساء دورا مهما في تحسين وضع المرأة والفئات المهمشة، سواء من خلال العمل في المؤسسات الإجتماعية أو من خلال مشروعات تنموية.

أما في الرياضة، فقد تميزت المغربيات بتحقيق إنجازات عالمية، في العديد من الرياضيات ورفعن راية المغرب في مختلف المنافسات الدولية.

في مجال الثقافة والشباب، برزت العديد من النساء كفنانات، كاتبات، وصحفيات، حيث قدمن إسهامات ثقافية وفنية غنية تعكس التحديات الإجتماعية وساهمن في بناء مجتمع أكثر وعيا.

وفي السياسة، أظهرت النساء المغربيات قدرة على التأثير والمشاركة الفعالة في صنع القرار، حيث تقلدن مناصب هامة وساهمن في تعزيز حقوق المرأة والشباب في السياسة والمجتمع.

باختصار، تواصل النساء المغربيات تحقيق إنجازات ملحوظة في مختلف الميادين، وهن يمثلن قدوة حقيقية في مجال الريادة، التغيير الإجتماعي، والمساواة.

وفي إطار سياسية الإعتراف، لا تفوتني هذه المناسبة دون أن أشير إلى أن من أبرز النساء القويات في التاريخ المعاصر المغربي نجد المرحومة زليخة نصري التي كانت عضوا في عدة جمعيات وطنية ودولية وثقافية وعلمية.

وفي 29 مارس 2000، عينت السيدة زليخة نصري من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، مستشارة لجلالته، وأصبحت بذلك أول امرأة تتولى هذا المنصب.

وكانت الراحلة زليخة نصري عضوا بمؤسسة محمد الخامس للتضامن، وفي 2002 عينت على رأس مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء.

كما تعتبر الراحلة من الشخصيات البارزة في مجال التنمية البشرية في المغرب، حيث أسهمت بشكل كبير في تعزيز قضايا تمكين المرأة والعدالة الإجتماعية، حيث ركزت جهودها على دعم التمكين الإقتصادي للنساء والفتيات في المناطق القروية والنائية، وتوفير فرص التعليم والتدريب لهن، من أجل تحسين مستويات حياتهن وإشراكهن بشكل أكبر في الحياة الإجتماعية والإقتصادية.

ومن أبرز إسهامات المرحومة في مجال التنمية البشرية:

ـ تحسين وضع المرأة في المناطق  القروية؛

ـ دعم برامج التعليم المستمر للفتيات والنساء، خاصة في المناطق القروية.

ـ دعمت مشاريع التعاونيات النسائية التي توفر للنساء فرص العمل وتحسن من دخل الأسرة.

ـ شاركت في العديد من المنتديات والندوات التي تركز على تحسين وضع المرأة والشباب في المغرب؛

شجعت برامج صحية تستهدف النساء، الفتيات، الأم والطفل، وركزت على توفير الوعي الصحي والدعم للنساء في مجال الصحة الإنجابية.

كما تعد واحدة من الأصوات المؤثرة التي عملت على تحسين حياة الفئات المهمشة في المجتمع المغربي، وخصوصا النساء في المناطق الأقل حظا، كانت تعمل على توفير فرص إقتصادية وتعليمية تسهم في تحقيق التنمية المستدامة، بالإضافة إلى تعزيز المساواة بين الجنسين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.