مهنيون في مجال الإعلام يدعون لصحافة ذات جودة في مواجهة تحديات التضليل الإعلامي بالداخلة | حدث كم

مهنيون في مجال الإعلام يدعون لصحافة ذات جودة في مواجهة تحديات التضليل الإعلامي بالداخلة

0
21/06/2025

 دعا عدد من المهنيين في مجال الإعلام، ينحدرون من آفاق متنوعة ومناطق جغرافية مختلفة، امس الجمعة بالداخلة، إلى ضرورة تعزيز صحافة ذات جودة، وتقوية التربية على وسائل الإعلام، في مواجهة تنامي ظاهرة التضليل الإعلامي.
وأجمع المشاركون، خلال الجلسة الافتتاحية للندوة الدولية حول “التكامل بين صحافة الجودة والتربية على وسائل الإعلام”، التي تنظم يومي 20 و21 يونيو بجوهرة الجنوب، على أهمية تحري الدقة والالتزام بأخلاقيات المهنة، في سياق يعرف انتشارا واسعا للأخبار الزائفة التي تقوض ثقة الجمهور في وسائل الإعلام.
كما شددوا على ضرورة توفير معلومات موثوقة وذات جودة، من أجل استعادة ثقة الجمهور، معتبرين أن تقوية التربية على وسائل الإعلام تعد رافعة أساسية لمحاربة التضليل الإعلامي.
وأكد الصحفي الإسباني والخبير في الشؤون المغاربية خافيير فيرنانديز أريباس، في مداخلة له بعنوان “أهمية التوعية بمخاطر التضليل الإعلامي”، على الدور المحوري للصحفيين في ظل سياق عالمي يتميز بتزايد الاستقطاب وسعي محموم نحو جذب الجمهور، أحيانا على حساب جودة المعلومة.
وأوضح أن هشاشة النماذج الاقتصادية لوسائل الإعلام وظروف عمل الصحفيين تضعف من قدرتهم على إنتاج معلومات موثوقة، مشددا على ضرورة تعزيز صحافة ميدانية مبنية على التحقق الصارم من الوقائع، إلى جانب تشجيع تنظيم ومراقبة منصات التواصل الاجتماعي للحد من الانزلاقات المرتبطة بالتضليل الإعلامي.
من جانبه، ذكر الأستاذ الجامعي بالمعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط، عبدالصمد مطيع، في مداخلة بعنوان “الصحافة الجيدة والتربية على وسائل الإعلام في العصر الرقمي: المفاهيم والعلاقات”، بأن مفهوم “الصحافة الجيدة” يقوم على مبادئ أساسية، من بينها الشفافية، وأخلاقيات المهنة، والتحقق من الوقائع.
وأبرز أهمية تربية على الإعلام تدمج الكفاءات التقنية وتنمية الحس النقدي، معتبرا إياها عوامل لا محيد عنها لتمكين المواطنين من الفهم والتفاعل الناجع مع المشهد الإعلامي الرقمي.
وفي تدخله حول موضوع “أهمية التربية الإعلامية في التحسيس بمخاطر التضليل”، أشار مدير مركز الدراسات والعلوم وتقنيات الإعلام بالعاصمة السينغالية دكار إلى العلاقة مباشرة بين المستوى التعليمي للساكنة وهشاشتها إزاء التضليل الإعلامي.
وذكر، في هذا السياق، بالحاجة إلى تنزيل سياسات طموحة لتعزيز التربية على الإعلام، مبرزا الدور المحوري لتدقيق الحقائق، وتكوين الصحفيين وتحسين ظروف العمل الخاصة بهم، من أجل ضمان الجودة والمصداقية في المنتوج الإعلامي.
من جهته، أبرز الخبير في الشؤون الدولية ورئيس المركز الفيدرالي للصحفيين البيروفيين ريكاردو سانشيز سييرا، في مداخلته تحت عنوان” إعادة وضع معايير الصحافة في العصر التكنلوجي”، التحديات الخاصة بالعصر الرقمي، لاسيما تلك التي تساهم في انتشار الأخبار الزائفة.
وشدد، في هذا السياق، على ضرورة بقاء الصحفيين كفاعلين ملتزمين على أرض الميدان، مع اعتماد المراقبة والشفافية، داعيا في الآن ذاته إلى تشجيع بروز مجتمع واع وذي حس نقدي، قادر على مقاومة الخضوع للتلاعب.
ويهدف هذا الملتقى الدولي، الذي تنظمه اللجنة المؤقتة لشؤون قطاع الصحافة والنشر، إلى استكشاف أوجه التآزر بين صحافة مسؤولة والتربية على وسائل الإعلام، في سياق يتسم بتحولات عميقة في المشهد الإعلامي على الساحة الدولية.

ح/م

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.