“اللغة العربية في إفريقيا: الواقع والتطلعات” محور ندوة علمية دولية بالرباط – حدث كم

“اللغة العربية في إفريقيا: الواقع والتطلعات” محور ندوة علمية دولية بالرباط

شكل موضوع “اللغة العربية في إفريقيا: الواقع والتطلعات” محور ندوة علمية دولية انطلقت امس الثلاثاء بالرباط، وتمتد أشغالها على مدى يومين.
وتهدف الندوة التي تنظم بشراكة بين مؤسسة مفتاح السعد للرأسمال اللامادي للمغرب ومعهد الدراسات الإفريقية بالرباط والمركز النيجيري للبحوث العربية بنيجيريا، إلى التعرف على واقع اللغة العربية في البلدان الإفريقية جنوب الصحراء والوقوف على أهم التحديات التي تواجه اللغة العربية في البلدان الافريقية في ضوء المتغيرات الدولية المعاصرة، فضلا عن مناقشة سبل وآليات تطوير واقع لغة الضاد في إفريقيا.
وسيناقش المؤتمر على مدى يومين، مجموعة من المحاور منها على الخصوص اللغة العربية في إفريقيا من حيث عوامل النشأة ودور المغرب في ذلك، وعلاقة اللغة العربية والتفاعل مع اللغات الإفريقية، والمنظورات المستقبلية للغة العربية في إفريقيا والمتغيرات الدولية عبر استعراض السياسات الإفريقية تجاه اللغة العربية من جهة، والسياسات العربية تجاه إفريقيا من جهة أخرى، والأبعاد الحضارية والثقافية للغة العربية في إفريقيا.
وأكد مؤرخ المملكة السيد عبد الحق المريني في محاضرة افتتاحية لهذه الندوة أن العلاقات المغربية الإفرقية عرفت في العقود الأخيرة دينامية جديدة قوامها التعاون المثمر الصادق النزيه جنوب-جنوب في جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية، وقد أثبت فعالية هذه الدينامية المثمرة دستور يوليوز 2011 الذي أكد على الهوية المغربية الإفريقية وعمقها التاريخي الثابت روحيا وماديا.
وأبرز السيد المريني في كلمته أهمية العلاقات التاريخية بين المغرب وافريقيا ودورها في دخول الإسلام وانتشاره في غرب هذه القارة، مشيرا إلى إقدام المغرب على إحداث كراسي جامعية في الجامعات المغربية لدراسة التراث المغربي الافريقي المشترك بإشراف الأساتذة الباحثين المتخصصين من القارة الافريقية، ومن المغرب الكبير ومن العالم العربي.
وأضاف أن المغرب القوي بعلاقاته التاريخية مع إفريقيا التي لا يمكن نكرانها أو تجاهلها، برهن على تضامنه معها في السراء والضراء، لافتا إلى أن المغرب يزخر بمؤهلات عظيمة تجعل منه شريكا ذا مصداقية قادرا على تقديم قيمة مضافة وضرورية لاقلاع افريقيا متحررة من قيودها ومن أسباب تخلفها لتصبح قادرة على الاعتماد على نفسها وعلى مواردها الطبيعية وعلى طاقتها البشرية التي لا يستهان بها في الحاضر والمستقبل.

من جانبه اعتبر رئيس جامعة محمد الخامس بالرباط، سعيد أمزازي في كلمة ألقتها بالنيابة عنه الكاتبة العامة لرئاسة الجامعة حكيمة خمار، أن اللغة العربية بصفتها وسيلة تعبير وقناة تفاعل، تعد الجسر الحقيقي للتواصل بين الشعوب الافريقية وهي في الوقت ذاته تعكس حضارتها وتاريخها وثقافتها وفكرها.
ودعا السيد أمزازي المشاركين في الندوة إلى بذل المزيد من الجهود في سبيل نماء اللغة العربية وحمايتها وتطويرها لمواجهة تحديات التكنلوجيا الحديثة ومواكبتها، لافتا في الوقت ذاته إلى ضرورة إنشاء المجامع والمعاهد والمراكز لتشجيع التبادل الثقافي بين افريقيا والدول العربية الإسلامية، وتعميم المعرفة باللغة العربية والنهوض بأعمال الترجمة وترسيم اللغة العربية في المناهج التربوية والمنظومة التعليمية.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أبرز مدير معهد الدراسات الافريقية بالرباط، السيد يحيى أبو الفرح الدور الهام الذي لعبه المغرب في نشر الثقافة الاسلامية في ربوع افريقيا، مستحضرا الأبعاد التاريخية والروحية والدينية وأهميتها في تقوية وتثمين العلاقات المغربية الافريقية.
كما سلط أبو الفرح الضوء على وضعية اللغة العربية بافريقيا وافاق تطورها وتوسعها على الصعيد القاري، مضيفا أن بعض الشعوب الافريقية تكتب لغاتها بالحرف العربي ما ساهم في نشأة أدب افريقي مكتوب باللغة العربية، يسمى بالأدب الأعجمي. وقالت رئيسة مؤسسة مفتاح السعد للرأسمال اللامادي للمغرب، للا بدر السعود العلوي، أن التطور التاريخي لإفريقيا مرتبط بتطور اللغة العربية، مؤكدة أن التطور المحقق في هذه الألفية واجهته مجموعة من الصعوبات بسبب الاستعمار الأجنبي لافريقيا.
وأكدت المتحدثة أن إنشاء أكاديمية محمد السادس للغة العربية كان له الفضل في احتضان متعلمين ينحدرون من دول افريقية مختلفة، مشيرة في نفس الوقت إلى أن التطور الهائل لتقنيات التواصل يعتبر محفزا على المزيد من الاهتمام باللغة العربية على المستوى العالمي.
واعتبر مدير المركز النيجيري للبحوث العربية، الخضر عبد الباقي محمد أن الدول العربية لجنوب الصحراء عرفت أحسن أحوالها في ظل المماليك العربية ذات الخلفية الاسلامية، مشيرا إلى أن اللغة العربية ترتبط بالدين الاسلامي ارتباطا لا انفصام عنه.
وأشاد الخضر بالوعي العميق لدى المسؤولين المغاربة في تثمين الروابط الثقافية بين المغرب والدول الافريقية، الشيئ الذي يترجم الرؤية الثاقبة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس خلال زياراته المتتالية للبلدان الافريقية.
وستنظم على هامش هذه الندوة العلمية التي تعرف مشاركة ثلة من العلماء والباحثين من المغرب ونيجيريا والسنغال ومالي وموريتانيا، عدة فعاليات ومعارض لابراز التراث المغربي الافريقي المشترك.

 

حدث كم/ومع

 

التعليقات مغلقة.