إبراز أثر الثقافة العربية في أعمال الكاتب الأرجنتيني خورخي لويس بورخيس – حدث كم

إبراز أثر الثقافة العربية في أعمال الكاتب الأرجنتيني خورخي لويس بورخيس

أبرز مشاركون في ندوة نظمت أمس الخميس بالرباط، بمناسبة إطلاق “الفضاء الأرجنتيني المغاربي خورخي لويس بورخيس”، مدى تأثير الثقافة العربية في أعمال هذا الكاتب الأرجنتيني الكبير، ما يجعل منه “كاتبا عربيا بلغة الأرجنتينيين”.

وأكد المتدخلون خلال هذه الندوة، التي نظمت بمبادرة من سفارة الأرجنيتين بالمغرب وبتنسيق مع التمثيليات الدبلوماسية لهذا البلد بكل من تونس والجزائر، أن بورخيس كان قارئا نهما لعدد من الأعمال الكلاسيكية العربية التي كان لها أثر واضح في مجمل أعماله.

وأكد السفير سيرخيو باور، مدير الشؤون الثقافية بوزارة الخارجية الأرجنتينية، في كلمة له بالمناسبة، أن لويس بورخيس كان دائما معجبا بالتقاليد الشفاهية للمنطقة العربية المتمثلة في القصص المتوارثة عبر الأجيال.

وأوضح في كلمته، التي تلتها نيابة عنه السيدة ماريا ثيليستي دانون، رئيسة قسم الشؤون القنصلية والثقافية بسفارة الأرجنيتين بالرباط، أن قارئ أعمال هذا الكاتب الأرجنتيني يقف على مدى الحضور الدائم لشخوص وأماكن هذه المنطقة في مؤلفاته، مستشهدا في هذا الصدد بالمجموعة القصصية “الألف”.

وأشار إلى الرحلات التي قام بها بورخيس إلى عدد من مناطق العالم وثقها في كتابه “أطلس”، ومن بينها على الخصوص المغرب ومصر.

ولفت السيد سيرخيو باور إلى أن الفضاء الأرجنتيني المغاربي يهدف إلى تمتين الروابط الثقافية بين الأرجنتين والمنطقة المغاربية، ومد جسور الحوار والتعارف المتبادل، فضلا عن نشر الثقافة الأرجنتينية والتعريف بها.

من جهته، شدد الكاتب الأرجنتيني سانتياغو دي لوكاس في مداخلة له بعنوان “بورخيس، كاتب عربي بلغة الأرجنتينيين”، على أن فهم أعمال بورخيس رهين بفهم تأثره بأعمال عدد من الكتاب والشعراء والمفكرين العرب الكبار.

وأوضح دي لوكاس، المكلف أيضا بتنسيق أنشطة الفضاء الأرجنتيني المغاربي، أن مصادر تأثر الكاتب الأرجنتيني بالثقافة العربية تمثلت على الخصوص في شعر “المعلقات” وأعمال مفكرين من طينة ابن خلدون وكتاب “ألف ليلة وليلة”، الذي قدم حوله هذا الكاتب عددا من المحاضرات.

وقال إن بورخيس اطلع على هذا الكتاب في مرحلة مبكرة من عمره في مكتبة والده من خلال نسخة مترجمة إلى الانجليزية وأخرى إلى الإسبانية.

وأشار إلى أن هذا الكتاب ترك بصمة في طريقة كتابة بورخيس من خلال صيغ تعطي الانطباع بأن الأمر لا يتعلق بمكتوب بل بسرد شفاهي من قبيل عبارة “يحكى أن”.

ومن بين مظاهر تأثر بورخيس بالأعمال الكلاسيكية العربية، حسب دي لوكاس، قيمة الشجاعة والإقدام التي نجد لها حضورا كبيرا في الثقافة العربية، وهي قيمة حاضرة في عدد من قصائد هذا الكاتب الأرجنتيني العالمي.

أما مداخلة الأستاذة زهرة لهيوي، من جامعة مولاي اسماعيل بمكناس، فقد ركزت على علاقة بورخيس بالمغرب، حيث أشارت إلى أن الكاتب الأرجنتيني يحظى بتقدير كبير من جانب القارئ المغربي العادي والباحثين على حد سواء.

وأبرزت السيدة لهيوي أن الكاتب الأرجنتيني أورد في أعماله عددا من مظاهر الثقافة المغربية ومن فضاءات المغرب بفضل زياراته المتعددة للمملكة، مشيرة في هذا الصدد إلى قصة “الزهير” المضمنة في مجموعته “ألف”.

بدورها، أبرزت رئيسة المؤسسة العالمية خورخي لويس بورخيس وأرملة الكاتب، السيدة ماريا كوداما، في كلمة تلتها بالنيابة عنها رئيسة رئيسة قسم الشؤون القنصلية والثقافية بسفارة الأرجنيتين بالرباط، أن دراسة بورخيس للغة العربية فتحت أمامه آفاقا واسعة لسبر أغوار الثقافة العربية الكلاسيكية.

و.م.ع/ح.ك

التعليقات مغلقة.