دراسة : المغرب مطالب ببذل المزيد من الجهود لتقليص الفارق بين متوسط أداء التلاميذ ومتوسط الأداء الدولي في العلوم والرياضيات – حدث كم

دراسة : المغرب مطالب ببذل المزيد من الجهود لتقليص الفارق بين متوسط أداء التلاميذ ومتوسط الأداء الدولي في العلوم والرياضيات

قال مدير المركز الوطني للامتحانات والتوجيه محمد الساسي، أن حدث تقديم  نتائج الدراسة الدولية للتوجهات في تدريس الرياضيات والعلوم” TIMSS2015، يعد حدثا تربويا هاما على المستوى الوطني والدولي، لأنها  ستمكن الدول المشاركة من تحديد موقعها من الأداء على المستوى الدولي.

وأضاف خلال ندوة عقدت صباح اليوم بالرباط ، لتقديم هذه الدراسة الدورية التي يتم إنجازها بعد مرور كل أربع سنوات،  تحت إشراف الجمعية الدولية لتقويم الأداء التربوي، ويشارك فيها المغرب للمرة الخامسة منذ 1999، مكنته أساسا من الوقوف على محددات الأداء في الأنظمة التربوية إلى  الأحسن ثم إيجاد مرتكزات لتطوير مناهجنا التربوية وطرق تدرسيها ، من اجل الرفع وتحسين مستوى أداء التلاميذ في هذين المجالين الأساسيين .

وأوضح الساسي أن النتائج الأولية لهذه  الدراسة أبانت عن تطور في أداء التلاميذ المغاربة مقارنة مع الدورات السابقة، بتطوير مجالي الرياضيات والعلوم في مستويين دراسيين وهما الرابع ابتدائي والثانية إعدادي.ثم الوقوف على تطور الأداء الحاصل والنظر إلى المحددات والمتغيرات التي يجب الاشتغال عليها استلهاما لهاته النتائج بهدف الاقتراب أكثر من المتوسط الدولي والأداء العالي لمجموعة من الأنظمة التربوية المتطورة.

وتجدر الإشارة إلى أن نتائج الدراسة لدورة 2015 أبانت عن تحسن مهم في الأداء العام للتلاميذ المغاربة مقارنة مع أدائهم في دورة 2011 لنفس الدراسة، وهكذا ، فقد انتقل المعدل الوطني العام للرياضيات بالابتدائي من 334 إلى 377 نقطة ، أي بزيادة 43 نقطة وهو أعلى فارق إيجابي سجل لدى الدول المشاركة التي عرف أداؤها تحسنا في هذه الدورة حسب نفس الدراسة، وبالإعدادي انتقل المعدل الوطني العام في الرياضيات من 371 إلى 384 نقطة بزيادة 13 نقطة.

نفس المنحى تم تسجيله بالنسبة للأداء في العلوم تضيف نتائج الدراسة، حيث انتقل المعدل الوطني في الابتدائي من 264 إلى 352 بزيادة وازنة بلغت 88 نقطة، وهو أعلى فارق إيجابي في العلوم بالابتدائي تم تسجيله لدى الدول المشاركة. أما على مستوى السلك الإعدادي، فقد انتقل المعدل الوطني في العلوم من 376 إلى 393 بزيادة بلغت 17 نقطة.

كما عرفت نسب التلاميذ المغاربة المصنفين حسب مستويات الأداء الدولية “الأداء المنخض :من 400 إلى 474 نقطة/ الأداء المتوسط :من475 إلى 549 نقطة/ الأداء العالي :من 550 إلى 624 نقطة/ الأداء المتقدم:325 فأكثر” ارتفاعا ملحوظا في الرياضيات والعلوم بالابتدائي والإعدادي على حد السواء وفي المستويات الأربعة للأداء، وبلغ هذا التحسن أعلى درجاته بارتفاع نسبة المصنفين ضمن المستوى المنخفض بـ 19 في المائة، وضمن المستوى المتوسط بـ 11 في المائة، وبـ4 في المائة بالنسبة لمستوى الأداء العالي.

هذا وقد تم تسجيل تمكن بـ 1 في المائة من التلاميذ المغاربة لمستوى الرابعة ابتدائي في مجال العلوم من ولوج أعلى مستويات الأداء الدولية وهو مستوى الأداء المتقدم، وذلك لأول مرة في تاريخ مشاركة المغرب في دراسة TIMSS.

وقد بلغ أعلى أداء فردي في الابتدائي على المستوى الوطني 679.40 في الرياضيات و768.11 في العلوم ، أما في الإعدادي فقد بلغ أعلى أداء فردي 667.36 في الرياضيات و375.55 في العلوم وهي كلها درجات تقع في مستوى الأداء المتقدم توضح نتائج الدراسة .التي شملت مشاركة المغرب فيها إلى جانب 56 دولة من أوربا وأوربا الشرقية ودول جنوب شرق آسيا وأمريكا الشمالية.

كما ضمت المجموعة الدول المشاركة إلى جانب المغرب، 9 دول عربية ودولتين من افريقيا الجنوبية ، بلغ حجم العينة الدولية للدراسة 582000 تلميذ وتلميذة من مستويي الرابعة ابتدائي والثانية إعدادي بعينات تمثيلية على مستوى الجهات وعلى المستوى الوطني وفاقت المشاركة 104000 تلميذا وتلميذة بالابتدائي و13000 تلميذ وتلميذة من الثانوي والإعدادي .

 كما شملت كذلك 360 مدرسة ابتدائية و722 أستاذا واستاذة لمادتي الرياضيات والنشاط العلمي بالسلك الابتدائي، وعلى مستوى الثانية إعدادي، فقد تم اعتماد عينة للمؤسسات الإعدادية بلغ حجمها 361 إعدادية، في حين بلغ عدد المدرسين والمدرسات المشاركين بهذا السلك 1083 أستاذا وأستاذة.

واستنادا إلى التحسن البين لمؤشرات الأداء الوطني العام في الرياضيات والعلوم بالابتدائي والإعدادي على حد السواء في دورة 2015 مقارنة مع دورة 2011 لنفس الدراسة، صنف التقرير الدولي المغرب ضمن الدول التي عرف أداؤها العام تحسنا فعليا وذلك في المجالين والمستويين معا.

خلصت الدراسة إلى أنه رغم التحسن الهام والغير مسبوق للأداء الوطني في هذه الدورة مقارنة مع دورة 2011، فإن المغرب مطالب ببذل المزيد من الجهود ، وطنيا وعلى مستوى الجهات، لتقليص الفارق بين متوسط أداء التلاميذ المغاربة ومتوسط الأداء الدولي وعبره المستويات الأعلى المسجلة على مستوى الصعيد الدولي ، وذلك من خلال التحليل الدقيق والاستثمار الإيجابي لمعطيات ونتائج الدراسة للوقوف على العوامل المحددة لهذه النتائج واستثمارها في وضع ونتفيذ خطط وبرامج لتحسين شروط تدريس الرياضيات والعلوم بالسلكين الابتدائي والإعدادي.

ف.بلعسري

الصورة من الأرشيف

التعليقات مغلقة.