مصطفى الكثيري من سلا: وثيقة المطالبة بالاستقلال مثل نادر في الممارسة الوطنية الحقة – حدث كم

مصطفى الكثيري من سلا: وثيقة المطالبة بالاستقلال مثل نادر في الممارسة الوطنية الحقة

قال المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، إن وثيقة المطالبة بالاستقلال (11 يناير 1944) تعد مثلا نادرا في الممارسة الوطنية الحقة “التي تدفع الانسان عن قناعة وايمان وقدر جهده لإيتاء الخير العميم لوطنه ودفع المضار عنه، بمقتضى العقل والحكمة والشرع والقانون”.
وأبرز الكثيري، في كلمة ألقاها، مساء اليوم الأربعاء، بمدينة سلا، خلال مهرجان خطابي نظم بمناسبة تخليد الذكرى 73 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، الأهمية التي تكتسيها هذه الوثيقة “الحدث”، باعتبارها وثيقة سياسية متميزة ،اعتمدها الباحثون في تاريخ المغرب المعاصر فاصلا في التحقيب التاريخي الخاص بعهد الحماية، وبرزخا بين مرحلتين متباينتين من تاريخ الحركة الوطنية المغربية، مشيرا إلى الرسائل والدلالات التي تحملها الوثيقة للأجيال الصاعدة و “التي نتحمل اليوم جميعا مسؤولية إيصالها لجيل اليوم الذي هو عماد الغد”.
ولخص هذه الرسائل في النضال الوطني والالتزام بالميثاق التاريخي بين العرش والشعب، حيث اشار إلى أن هذه الوثيقة، توثق لمرحلة متميزة من مراحل تطور الفكر النضالي المغربي وتجاسره، وشاهد مادي على أهمية النضال السلمي في بلوغ الأهداف والمقاصد مهما صعب منالها، وكانت هي الانطلاقة الفعلية للمطالبة باستقلال المغرب، وهو المطلب الذي تم التأكيد عليه من طرف السلطان محمد الخامس في خطابه التاريخي بطنجة في 19 أبريل 1947، وتم الإعلان عنه في 18 نونبر 1958.
وتجسد الرسالة الثانية لوثيقة 11 يناير 1944، حسب السيد الكثيري، المساواة بين الجنسين، من خلال حضور المرأة ضمن الموقعين عليها، وهو تأكيد على الامتداد التاريخي لهذا الحضور النسائي منذ أمد بعيد و في مواقع لم تتبوأها المرأة في الدول الغربية إلا مع عصر النهضة والثورة الفرنسية، وهي الرسالة التي تفيد بوجوب وجود المرأة في مجموع المواقع والمراكز وإعطائها حقها ومكانتها القمينة بها، مبرزا أن المبادرات المغربية في هذا الاتجاه كثيرة ومتعددة ووازنة.
وتتلخص الرسالة الثالثة للوثيقة في أن الوطن قوي في تعدده، من خلال منطق التواصل والتكامل الذي يظهر جليا من خلال لغة الوثيقة التي “نجد فيها فصاحة وبلاغة، وفقها وقانونا وسياسة ودبلوماسية، وكل هذه الامور لا يمكن أن تبلغ ما بلغته في الوثيقة لولا تكاثف الجهود وتضافر المعارف”.
من جهتهم، قدم عدد من أبناء وبنات المقاومين الموقعين على وثيقة المطالبة بالاستقلال، بعضا من جوانب شخصيات هؤلاء المناضلين الذين ساهموا في مسلسل الكفاح الوطني من أجل استقلال البلاد.
وتوج المهرجان الخطابي بتوشيح صفوة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بأوسمة ملكية سامية منعم بها عليهم، وكذا بتكريم ثلة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مع توزيع إعانات مالية على عدد من المنتمين لهذه الشريحة الاجتماعية من المقاومين.
حدث كم/ماب

التعليقات مغلقة.