السر في أزمة الماء التي تعاني منها الجزائر !

بالمقارنة بين ما أنجزه المغرب من السدود لتحقيق الاكتفاء الذاتي الذي ما يزال يدرك أنه في حاجة إلى المزيد لمواجهة متطلبات النمو الديموغرافي ، وبين ما أنجزته الجزائر من سدود وما توفره السدود في كلا البلدين من قدرة استيعابية ، ندرك السر في أزمة الماء التي تعاني منها ساكنة المدن وساكنة البوادي آيضا في الجزاير

وبهذه المقارنة ندركَ سوء التدبير الذي ميز ممارسة الحكم من طرف نظام ركز أهتمامه على مواجهة المغرب وتوجيه الإنفاق بالدرجة الأولى إلى الميدان العسكري الذي استنزف من الأرصدة ما كان يجب أن ينفق في تأمين الأكتفاء الذاتي لا فقط من المياه ، بل أيضا من المواد الأساسية للحياة التي تعاني من الخصاص ،

فالفرق شاسع بين عدد السدود وبين قدرتها على تخزين المياه في كل من المغرب والجزائر، كما يبدو مما نشر في هذا الموضوع ، إذ يبلغ ما انجز من السدود في المغرب 145 من السدود الكبرى مقابل ثمانين في الجزائر

وكل الخلل الذي تشكو منه الجزائر لم يدفع من أعمى الله بصيرتهم من حكام هذا البلد ليدركوا أن المواجهة ضد المغرب باسم مبادئ مفترى عليها هي أصل كل بلاء آصاب بلدهم ، ولكي يراجعوا مواقفهم ويحكموا ضمائرهم ويتقون الله في شعبهم وفي شعوب المنطقة المغاربية

لقد ابتلي المغرب بجيران السوء المتمثلون في حكام الجزائر ولم يدركوا أنهم يسيؤون أكثر الى بلدهم ، لقد ظل عدد منهم يتصرفون إزاء شعبهم كما يتصرف أعضاء العصابات وأيضا أزاء المغرب دون ان يغمض لهم جفن ، ولا اعتقد أن مستقبل الذين يحكمون الجزائر اليوم سيختلف عن مصير من أورثوهم الحكم والسلطة.

الدار البيضاء 29 يونيو 2021

ذ.عبد السلام البوسرغيني