“رب ضارة نافعة” .. ومؤامرات أعداء وحدتنا الترابية لا تزيد المغاربة إلا إيمانا وإصرارا – حدث كم

“رب ضارة نافعة” .. ومؤامرات أعداء وحدتنا الترابية لا تزيد المغاربة إلا إيمانا وإصرارا

حدث وان قال جلالة الملك محمد السادس، في خطابه السامي، بمناسبة عيد العرش  الماضي،  انه “بموازاة مع مبادراته التنموية، على المستوى الداخلي، فإن المغرب يحرص، بنفس العزم، على مواصلة جهوده الصادقه، من أجل توطيد الأمن والاستقرار، في محيطه الإفريقي والأورو-متوسطي، وخاصة في جواره المغاربي، وإيمانا بهذا التوجه، فإننا نجدد الدعوة الصادقة لأشقائنا في الجزائر، للعمل سويا، دون شروط ، من أجل بناء علاقات ثنائية، أساسها الثقة والحوار وحسن الجوار”.

لكن الطرف الاخر سلك مسلك العداء ، وتوزيع التهم الواهية على المغرب، في محاولة منه لالهاء شعبه عن الاهم، سواء  في حياته اليومية اوالمطالب التي خرج من اجلها الى الشوارع منذ حوالي ثلاث سنوات، وآخرها ما دُبر له في منطقة القبائل وتيزي وزو، ورفض مساعدة المغرب البلد الجار لانقاذ ما يمكن انقاذه من الحرائق التي اكلت الاخضر واليابس في غياب “الارادة”،  الى ان حصل ما حصل !، وبعدما “انفضحت اللعبة”، و”طاحت الصمعة علقو المغرب”، كما يقال، فاجتمعت “القادة” لتصدر الازمة للمغرب، لانهم ربما نسوا ان تناسو بان  الشعب المغربي ليس كباقي الشعوب، فمن لا يعرف المغاربة لا يعرف المغرب.

وفي ظل هذه الاوضاع وما قبلها، خاطب جلالة الملك بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب اليوم الجمعة،  من يهمهم الامر، بالقول:  “الدولة المغربية  قوية بمؤسساتها، وبوحدة وتلاحم مكوناتها الوطنية،  وهذا هو سلاحنا للدفاع عن البلاد، في وقت الشدة والأزمات والتهديدات، وهو ما تأكد بالملموس، في مواجهة الهجمات المدروسة، التي يتعرض لها المغرب، في الفترة الأخيرة، من طرف بعض الدول، والمنظمات المعروفة بعدائها لبلادنا.
فالمغرب مستهدف، لأنه دولة عريقة ، تمتد لأكثر من إثني عشر قرنا، فضلا عن تاريخها الأمازيغي الطويل؛ وتتولى أمورها ملكية مواطنة، منذ أزيد من أربعة قرون ، في ارتباط قوي بين العرش والشعب.
والمغرب مستهدف أيضا، لما يتمتع به من نعمة الأمن والاستقرار، التي لا تقدر بثمن، خاصة في ظل التقلبات ، التي يعرفها العالم.
ورغم ذلك، فالمغرب والحمد لله، معروف بسمعته ومكانته، التي لا نقاش فيها ، وبشبكة علاقات واسعة وقوية، ويحظى بالثقة والمصداقية، على الصعيدين الجهوي والدولي”.

 فالشعب المغربي بقيادة جلالة الملك ،  قادر على صد أي عدوان يتعرض له من اعداء الوحدة الترابية للمملكة، والذين ينطلقون من مواقف جاهزة ومتجاوزة، ولا يريدون أن يبقى المغرب حرا، قويا ومؤثرا.
كما اكد جلالة الملك ايضا “بان قليل من الدول، خاصة الأوروبية، التي تعد للأسف من الشركاء التقليديين، تخاف على مصالحها الاقتصادية ، وعلى أسواقها ومراكز نفوذها، بالمنطقة المغاربية، مضيفا “بأن بعض قياداتها ، لم يستوعبوا بأن المشكل ليس في أنظمة بلدان المغرب الكبير، وإنما في أنظمتهم، التي تعيش على الماضي ، ولا تستطيع أن تساير التطورات ، وقد أبانت الشهور الأخيرة، أن هذه الدول تعرف ضعفا كبيرا، في احترام مؤسسات الدولة، ومهامها التقليدية الأساسية”.
واشار حفظه الله الى من يريد ” أن بصبح المغرب مثلهم، من خلال خلق مبررات لا أساس لها من الصحة، واتهام مؤسساتنا الوطنية، بعدم احترام الحقوق والحريات، لتشويه سمعتها، ومحاولة المس بما تتميز به من هيبة ووقار، لانهم لا يريدون أن يفهموا، بأن قواعد التعامل تغيرت ، وبأن دولنا قادرة على تدبير أمورها، واستثمار مواردها وطاقاتها، لصالح شعوبنا، فتم تجنيد كل الوسائل الممكنة، الشرعية وغير الشرعية، وتوزيع الأدوار، واستعمال وسائل تأثير ضخمة ، لتوريط المغرب ، في مشاكل وخلافات مع بعض الدول” .

مؤكدا بان “هناك تقارير تجاوزت كل الحدود !، فبدل أن تدعو إلى دعم جهود المغرب ، في توازن بين دول المنطقة، قدمت توصيات بعرقلة مسيرته التنموية، بدعوى أنها تخلق اختلالا بين البلدان المغاربية، ودبروا حملة واسعة، لتشويه صورة مؤسساتنا الأمنية، ومحاولة التأثير على قوتها وفعاليتها، في الحفاظ على أمن واستقرار المغرب؛ إضافة إلى الدعم والتنسيق، الذي تقوم به في محيطنا الإقليمي والدولي، باعتراف عدد من الدول نفسها”، ورب ضارة نافعة؛ فمؤامرات أعداء وحدتنا الترابية، لا تزيد المغاربة إلا إيمانا وإصرارا، على مواصلة الدفاع عن وطنهم ومصالحه العليا، وهنا نؤكد بأننا سنواصل مسارنا، أحب من أحب، وكره من كره، رغم انزعاج الأعداء، وحسد الحاقدين” يقول جلالة الملك.
وبهذا يكون قائد البلاد، قد رد على من في نفوسهم مرض اتجاه المغرب، الذي تغير ولا يمكن ان يكون كما يريدون ،  لأنه لا يقبل أن يتم المس بمصالحه العليا، وفي نفس الوقت، يحرص على إقامة علاقات قوية، بناءة ومتوازنة، خاصة مع دول الجوار، ومنها اسبانيا  التي فتح معها جلالته وبشكل مباشر، سير الحوار، وتطور المفاوضات، للحد من الازمة العابرة بين البلدين ، والتي كانت ايضا فرصة لإعادة النظر في الأسس والمحددات، التي تحكم هذه العلاقات، لتدشين مرحلة جديدة وغير مسبوقة، على أساس الثقة والشفافية والاحترام المتبادل، والوفاء بالالتزامات، ونفس الالتزام اكد عليه جلالة الملك في علاقات الشراكة والتضامن، بین المغرب وفرنسا.

 وهذا ما جاء في هذا الخطاب الملكي التاريخي ، الذي يعد رسالة قوية لمن لا يقدر مجهودات المغرب في جميع المجالات مع شركائه في السراء والضراء، مع الاحترام المتبادل ومنطق رابح ـ رابح.  

 حدث كم

 

 

التعليقات مغلقة.