تقديم كتاب “عن الدم والذاكرة.. حياة وموت مسلمي إسبانيا” للصحافية زكية داوود – حدث كم

تقديم كتاب “عن الدم والذاكرة.. حياة وموت مسلمي إسبانيا” للصحافية زكية داوود

  احتضنت فيلا الفنون بالرباط مساء امس الثلاثاء، لقاء خصص لتقديم الكتاب الأخير للكاتبة والصحافية زكية داوود تحت عنوان “Du sang et de la mémoire, vie et mort des musulmans d´Espagne” (عن الدم والذاكرة.. حياة وموت مسلمي إسبانيا).
ويرصد الكتاب الجديد الصادر عن دار النشر (ملتقى الطرق) في 240 صفحة من القطع المتوسط، تاريخ المسلمين في إسبانيا بداية من سنة 711، تاريخ الفتح الإسلامي للأندلس، إلى اليوم.
وأكدت زكية داوود في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بالمناسبة، أن الكتاب عبارة عن سرد تاريخ إسبانيا من باب إعادة النظر في إيديولوجيا الاسترداد. وقالت “أريد أن أندد بإيديولوجيا حروب الاسترداد من خلال حالة إسبانيا”. وهي الفكرة نفسها التي وردت في ورقة تقديمية للكتاب حيث جاء فيها أن “إسبانيا: بلد متعدد، وبلد المتنوع دخله المسلمون في فترة توسعهم، وشهد حروبا صليبية ضارية استمرت لقرون، ووقع ضحية أيديولوجية محاكم التفتيش التي تخير بين (التجديف أو الموت)”.
من جهتها، قالت الأستاذة بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، سناء غواتي، التي قدمت الكتاب خلال هذا اللقاء، في تصريح مماثل، إن هذا الإصدار يشكل دعوة إلى التأمل في مسار تاريخ إسبانيا باعتباره تاريخا متعددا يجمع بين تاريخ شمال افريقيا وتاريخ أوروبا.
وأبرزت غواتي أن زكية داوود تطرح من خلال هذا العمل فكرة مفادها أن جزءا كبيرا من التوترات أو المشاكل التي تعيشها إسبانيا اليوم تجد تفسيراتها أيضا في هذا الماضي، مضيفة أنه كتاب يقدم للقارئ رحلة ذهاب وإياب بين ماضي البلد وحاضره منذ فتح الأندلس من قبل المسلمين إلى اليوم، مرورا بالحروب الصليبية وسقوط الأندلس.
ومما جاء في الورقة التقديمية للكتاب، فإنه “من المفيد في هذه الأوقات المضطربة، تتبع هذا المسار وتداعياته: كيف تطورت الأيديولوجيا وترسخت وتحولت إلى سياسة (..) يشبه الأمر سياسة فرانكو التي رفعت شعار (المجد للمنتصر، الويل للمهزوم)”.
وحسب المصدر ذاته، فإنه “على الرغم من إجبار المورسكيين (خلال تلك الفترة) على اعتناق المسيحية ومحو أثرهم من التاريخ الإسباني، إلا أنهم ما يزالون هناك يسكنون الذكريات والهويات، ويعززون الشعور بالذنب الذي يسكن إسبانيا”، إن “هذا التاريخ، القريب والبعيد في آن، موجه للتفكير في المخاطر التي تحدق بالزمن الحاضر”.
يشار إلى أن زكية داوود، الصحفية والكاتبة في كل من “جون أفريك” و”لوموند ديبلوماتيك”، كانت رئيسة تحرير مجلة “لاماليف” من سنة 1966 إلى 1988. كما ألفت العديد من الدراسات في التاريخ بما في ذلك “مغاربة الشتات بأوروبا” (لاكروازي دي شومان)، الحائز على جائزة الأطلس الكبير، 2011، وحول قضايا المرأة والهجرة، مثل “مضيق جبل طارق (لاكروازي دي شومان)، والعديد من السير، مثل سيرة عبد الكريم الخطابي، وهانيبال وجوبا الثاني. كما صدر لها ثلاث روايات، آخرها رواية “لي آيت شيري” (دار النشر سيروكو).

 

 

التعليقات مغلقة.