“محمّد محمّد خطّابي”* فى الذكرى 52 لرحيل الزّعيم محمّدعبد الكريم الخطّابي : “سَلاَمٌ عَلَيْكَ .. يا غُرَّةَ الأَوْفِيَاء” – حدث كم

“محمّد محمّد خطّابي”* فى الذكرى 52 لرحيل الزّعيم محمّدعبد الكريم الخطّابي : “سَلاَمٌ عَلَيْكَ .. يا غُرَّةَ الأَوْفِيَاء”

محمّد محمّد خطّابي*: بمناسبة إحياء الذكرى الثانية والخمسين لإنتقال الزّعيم البطل العظيم المشمول برحمة الله محمّد عبد الكريم الخطابي إلى الرّفيق الأعلى فى 6 فبراير 1963 تغمّده الله تعالى بواسع رحمته ، وأنزل عليه شآبيب مغفرته ورضوانه، وأسكنه فسيح فراديسه وجنانه، ،وإستبشاراً، و إستذكاراً ،وإستغواراً، وإستحضاراً لما قام به وأنجزه هذا الرّجل الشّهمُ ،وحيد دهره، وفريد زمانه إلى جانب المجاهدين الصّناديد، والشّهداء الأبطال الآخرين رحمهم الله تعالى جميعاً بواسع رحمته، الذين أعطوا النّفسَ والنّفيسَ، من أجل صَوْن كرامتهم، وشهامتهم، وشرفهم، ونخوتهم، خلال الملاحم البطولية الرّائعة الفريدة التي خاضها أجدادُنا الميامين ببسالة، وشهامة، وشجاعة منقطعة النّظير ضدّ المستعمِر الغاشم ،والتي سَمَتْ بالرّيف، وبالمغاربة الأحرار قاطبةً إلى أعلى مراتب العزّة ، وأسمى منازل المجد، وبوّأتهم أرقى مقامات السّؤدد والخلود، فى مختلف بقاع وأصقاع المعمور. وعلى الرّغم من شحط السّنوات والمزار، وبعد الأزمان والديّار، فاضت القريحة ، وجاد العقلُ،والقلبُ، والرّوحُ، والوجدانُ، والِلسانُ ،والجَنانُ، بهذه الإفصاحات التلقائية، والإجهاشات الإستكناهية،أو بهذا الدّفق أو التداعي التلقائي العفوي، فأقول :

عجباً أنْ يُرَوَّعَ الرُّومِيُّ ويَنْثنيِ تَحْتَ أَقْدَامِكم وإِقْدَامكم

تَعَالىَ بناءُ المجد بالكوكب الذرّ/
ونورُ شموس اللّه أشعّ مع الفَجْر/
تَعَالىَ حِمَى الإيمانِ والعدلِ والهُدَى/
وقوّةُ بأس دونها قوّة الذرّ/
أبطالٌ ب”أنوال” جاشت نفُوسُهم/
فأصبحوا نورَ التّرب والمسكَ للقبر/
فهامت عقولٌ كانت بالأمس رشدَها/
وزاغتْ عيونٌ دمعُها لجّةُ البحر/
أشاوسُ طابت لكم الشّهادةُ والعُلَى/
وإسمُكم على كلِّ لسانٍ به يَسْرى/
لقد هبّ الرّيفيّون عن بكرة أبيهمُ/
وحلّت على الأعداء قاصِمَةُ الظّهر/
وَكَالطّير مقصوص الجناحين فإرْتَمَى/
على الصّخرِ منهوكاً تحطّم بالكسر/
كأنّ لدَى إستشهادكُمْ يا نخوةَ أَرْضِنَا/
جُسُومٌ بلا رأسٍ أيادٍ على البَّتر/
أبناءُ الأماجدِ والأفاضلِ والحِجَى/
أحفادُ المَكَارِم والميامين والفخر/
كلّ المداشر والعشائر تحتفى/
ببسالتكم دَوْماً من نَصْرٍ إلى نصر/
فخرَ الأمازيغ والصّناديد والنُّهَى/
مجدَ المعالي والنّدَى وغُرّة الدّهر/
أساسُ جهادكمْ فرقانٌ وشهادةٌ/
وذِكْرُكُمُ للّه فى السرّ وفى الجَّهْر/
شجاعتكمْ فى القلوب لنا تميمةٌ/
وحبّكم دَفَقٌ من حيث أدْرِى وَلاَ أدْرِى/
هذا “أَجْديرُ” قد ألقى إليكم بسَمْعِه/
وذِكْركم فى كلّ رياض به يَجري/
عجباً أنْ يُرَوَّعَ الرُّومِيّ**ويَنْثني/
تحت أَقْدَامِكم وإِقْدَامكم سَاعَةَ الظّفر/
طلائعُ الرّيف ترنو إليكمْ بقلبها/
وذكراكمُ فى كلِّ جَناَن عاطرةِ الذّكر/
حُشْدٌ على الحقِّ صُنَّاعُ المَجْد والفِدَا/
مع كلِّ طلعةِ شمسٍ أو قمَرٍ أو بَدْرِ/
أنوالُ يا مَعْقِلَ البطولات بأسرها/
أدواحُكِ الفيحاءُ دائمةُ النّضر/

ففى مثل هذا اليوم ، وفى مثل هذا التاريخ المشهود ،طُوِيتْ صفحةٌ رائعة من صفحات تاريخ الحرب الرّيفيّة التحرّرية الماجدة،ولم تُطْو أصداؤها ،وأبعادها،وأمجادها، إذ فيه إنتقل إلى الباري جلّت قدرته الزّعيم البطل المشمول برحمة الله محمّد عبد الكريم الخطابي تغمّده الله تعالى بواسع رحمته ، ويذكّرنا هذا الحدث الأليم تلقائيّاً بالمعارك الباسلة التي خاضها المجاهدون الصّناديد ضدّ المستعمِر الإسباني البغيض، وفى طليعتها ذُرَّة البطولات ،وذِرْوة الإنتصارات ،وأمّ المعارك وهي معركة ” أنوال” العظيمة وبهذه المناسبة كذلك نتضرّع إلى المولى جلّ وَعَلاَ ليشملَ كافةَ مجاهدينا الأشاوسَ الأبرار،وشهداءَنا الميامينَ الأخيار برحمته الواسعة، و أن يُسكنهم اللّهُ تعالى جميعاً فسيحَ فراديسه وجنانه، وأن يُمطر عليهم شآبيبَ رحمته ورضوانه. ومن بينهم أذكر فى هذا المقام ( جدّنا الأبرّ تغمّده اللهُ تعالى بواسع رحمته ) المجاهد “مُوحْ نَ سِّي أحمد الورياغلي الأجديري خطّابي” شهيد هذه المعركة الخالدة، إلى جانب العديد من الشّهداء الآخرين الأبطال الصّناديد فى يوم الأربعاء 21 من شهر يوليو 1921.
****************************************************************
*
كاتب من المغرب،عضو الأكاديمية الإسبانية – الأمريكية للآداب والعلوم (كولومبيا).
**
الرُّوميّ” أو ذَارُوميِ ، هو الإسمُ أو النّعتُ الذي يطلقه أهلُ الرّيف على الإسبان،أو على الأجنبيّ بشكل عام، وواضحٌ أنّ هذا الإسم يعود للرّوم منذ وجود الإمبراطورية الرومانية قبل الفتح الإسلامي بشمال إفريقيا، وجَمْعُه ” إِيرُومِييّن.

حدث كم/عن” موقع” السفير السابق، والباحث الاكاديمي : محمّد محمّد خطّابي

التعليقات مغلقة.