السينما الأمازيغية .. آفاق واعدة لأفلام تشق طريقها بثبات على الساحة الوطنية – حدث كم

السينما الأمازيغية .. آفاق واعدة لأفلام تشق طريقها بثبات على الساحة الوطنية

 المصطفى عياش:  استطاعت السينما الأمازيغية أن تجد لها موطئ قدم على الساحة الوطنية.

فرغم كونها سينما “فتية” إلا أنها تمكنت من أن تشق طريقها بثبات نحو التألق، كما تشهد على ذلك أعمال من قبيل “وداعا كارمن” الذي حاز على عدة جوائز في مهرجانات محلية ودولية. لم تظهر بوادر سينما أمازيغية إلا انطلاقا من سنة 1991، حين بدأ المخرج الحسين بيزكارن في تصوير فيلم “تمغارت ن وورغ”، الذي لم ير النور إلا في شهر نونبر من سنة 1993، وقد كان قبله فيلم “تكيكلت” لمحمد مرنيش قد خرج آنذاك إلى الجمهور شهر يوليوز من سنة 1992.

بعدها، راكمت السينما المغربية الناطقة بالأمازيغية أفلاما عديدة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر “بوتفناست” و”أسنان ن يزي”، و”ران كولوالدونيت”و”اكنيون” و”توركا””الكنز اور يتكمالن” و”اموران”…

وقد ساهمت أسماء عديدة في إرساء هذا التراكم، من بينها على الخصوص، أكرام أرشاش والحسين بيزكارن ومحمد مرنيش وعبد الله داري وعبد الالاه بدر وفاطمة بوبكدي.

كما كان للمهرجانات الوطنية للفيلم الأمازيغي، من قبيل “اسني ن وورغ” ومهرجان ورزازات وسيدي قاسم ، السبق في طرح الإشكاليات المرتبطة بهذه السينما، سواء على المستوى الثقافي واللغوي أو على مستوى المقاربة السياسية والمتابعة الإعلامية.

فمهرجان “اسني ن وورغ” الدولي للفيلم الأمازيغي، على سبيل المثال، الذي ن ظمت دورته الأولى في غشت 2007 يتميز بحضور جماهيري وازن يتكون في مجمله من الجمهور المحلي.

وفي هدا الصدد، يقول محمد سلو ، مدير الدراسات الدرامية والسمعية البصرية بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، في تصريح للبوابة الأمازيغية لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن السينما الناطقة بالأمازيغية عرفت تطورا مهما من الفيديو والهواية إلى الصناعة السينمائية، ومن تيمات ومواضيع مجتمعية درامية بسيطة إلى معالجة قضايا كبرى من خلال سيناريو محبوك وكتابة سينمائية، مبرزا أن هذا التطور يعزى إلى الخبرة التي اكتسبها العاملون في هذا المجال واطلاعهم على تجارب متنوعة.

كما أشار إلى دور التكوين التقني في مجال المهن السينمائية الذى استفاد منه العاملون في هذا المجال، خاصا بالذكر الدورات التكوينية التي ينظمها المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية والتي استفاد منها شباب شغوف بالسينما.

وخلص السيد سلو إلى أن عددا مهما من هؤلاء الشباب، خاصة كتاب السيناريو، يساهمون اليوم في تطور السينما المغربية الناطقة باللغة الأمازيغية.

وكانت الندوة التي عقدها المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بشراكة مع (جمعية ملتقى الصورة) الأسبوع الفارط في إطار أيام السينما الأمازيغية، قد أكدت في هذا الصدد، أن المخرجين الشباب استطاعوا فعلا أن يحققوا قفزة نوعية في مجال الفن السابع الناطق بالأمازيغية، مبرزين أن الفيلم الأمازيغي خلق حركية اقتصادية.

وأضاف المتدخلون في تلك الندوة أن السينما الأمازيغية راكمت كما مهما من الأفلام بلغ حوالي 300 عمل في ظرف 30 سنة، وأن هذه الديناميكية تعززت بجلاء بعد إحداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ثم الاعتراف بالأمازيغية لغة رسمية في المغرب.

وفي تصريح آخر للبوابة الأمازيغية لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال الممثل المغربي اسمينة محمد إن السينما الأمازيغية ما تزال تواجه اليوم عدة مشاكل، وذلك بسبب قلة الدعم وعدم الاهتمام بالقدر الكافي بالإبداع الأمازيغي في مجال الفن السابع.

في حقيقة الأمر، يضيف السيد اسمينة، “يمكن القول إن القناة الأمازيغية فتحت المجال أمام العديد من الفنانين ومنهم سينمائيون، للظهور والإبداع، ليس فقط في المجال السينمائي، بل أيضا في مجال التشخيص المسرحي والفكاهة، لكن ذلك ليس كافيا”.

وخلص إلى الإعراب عن أمله في أن يولي القطاعان العام والخاص مزيدا من الاهتمام بالسينما الأمازيغية، منوها في هذا السياق، بمختلف التظاهرات الرامية للنهوض بالإبداع السينمائي الأمازيغي، ولاسيما الأيام السينمائية الأمازيغية بمدينة أمزميز التي تحتفي بالفنانين السينمائيين المغاربة.

ح/م

التعليقات مغلقة.