خديجة بنحدوش:مونتريال – خلد المغرب وكندا خلال سنة 2020، الذكرى الثامنة والخمسين لعلاقاتهما الدبلوماسية، وهي علاقات تتسم بدينامية متجددة باستمرار وينتظرها مستقبل مشرق في إطار شراكة ذات المنفعة المتبادلة.
وانطلاقا من الرغبة المشتركة في التعاون الموجه نحو المستقبل، تعزز التعاون الثنائي بقوة بفضل الزيارة التي قام بها رئيس الدبلوماسية الكندية، فرانسوا فيليب شامبان، إلى المغرب خلال يناير الماضي.
وأصبح المغرب وكندا، وهما شركاء منذ مدة طويلة في منظمة الفرانكوفونية، خلال السنوات الماضية، حلفاء في مكافحة تغير المناخ والإرهاب والتطرف العنيف.
وتناهز المبادلات التجارية بين البلدين مليار دولار سنويا، بينما تعد المملكة واحدة من الاقتصادات الخمسة الرئيسية في إفريقيا، ما يوفر إمكانات هائلة للعلاقات الثنائية.
وتتقاسم الرباط وأوتاوا كذلك تصورا مشتركا لأهمية العمل من أجل ضمان الأمن والاستقرار والازدهار في القارة الإفريقية.
وفي هذا الصدد، كان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر بوريطة، قد أشار إلى أن مؤهل العلاقات بين المغرب وكندا “لا يتم بعد استغلاله بشكل كافي”، مؤكدا أن المغرب يسعى إلى إرساء شراكة استراتيجية متعددة الأبعاد مع كندا، وذلك تماشيا مع رغبة صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وعلى هامش هذه الزيارة، كان السيد بوريطة قد أعلن قرار المغرب فتح قنصلية له في تورونتو، مسجلا أنه “بالإضافة إلى الرغبة في تقديم خدمات أفضل للمغاربة المقيمين بهذه المنطقة القنصلية، فإن الهدف هو التفاعل بشكل أكبر مع السلطات الكندية على المستوى المحلي، وذلك من أجل تعزيز العلاقات الثنائية والمبادلات بين البلدين”.
وكانت سفيرة كندا بالمغرب، نيل ستيوارت، قد أكدت أن “المغرب وكندا، البلدان الصديقان منذ 1962، يغذيان بشكل متواصل صداقتهما المتسمة يالتعاون والالتزام والاحترام والتضامن”.
وأبرزت السفيرة، خلال فيديو مشترك مع سفيرة المغرب بأوتاوا، سورية عثماني، نشر بمناسبة الذكرى الثامنة والخمسين للعلاقات المغربية-الكندية، أن الرباط وأوتاوا تمران، على غرار المجتمع الدولي، بأزمة صحية غير مسبوقة تتطلب “تنسيق الجهود لتخطي جائحة كورونا”، مشيرة إلى أن الحكومتين تعملان معا للتصدي لكوفيد-19.
وبالنسبة للسيدة عثماني فإن تخليد هذه الذكرى خلال هذه السنة (نهاية ماي) في خضم جائحة فيروس كورونا هو لحظة خاصة “ينبغي أن تشجعنا على توخي المزيد من الحذر وتكثيف تعاوننا (…) والأهم من ذلك ضمان رفاهية بلدينا واقتصادينا وشعبينا”.
وأكدت أن هذه العلاقات النموذجية هي ثمرة أكثر من نصف قرن من التعاون الوثيق والصداقة العميقة والاحترام المتبادل، والتعاون متعدد الأبعاد والتضامن الذي يشمل جميع المستويات.
وفي نونبر الماضي، تم الاحتفاء بالتراث المغربي في تورونتو بعد إعلان الحاضرة الكندية نونبر 2020 “شهر التراث المغربي”.
وكتب عمدة تورونتو، جون توري، على حسابه في (تويتر)، “خلال هذا الشهر ستكون لدينا الفرصة لاكتشاف التراث المغربي والتعرف على ثراء الثقافة المغربية”.
وأشار في هذا الصدد إلى المساهمات المتعددة للجالية المغربية في النسيج الاقتصادي والاجتماعي والثقافي للمدينة.
وتوخى هذا الحدث، الأول من نوعه في كندا، فهم أفضل للتاريخ المغربي وتسليط الضوء على الحضارة المغربية الغنية ذات الروافد المتعددة، مع إبراز الإمكانات المختلفة للجالية المغربية في كندا.
وتظل العلاقات المغربية-الكندية مدفوعة بالرغبة المشتركة في العمل الجماعي والاستفادة من إمكاناتها، وخاصة البشرية منها.
يذكر أن ما يناهز 160 ألف مغريي يقيمون في كندا، منهم ما يقرب 40 ألفا من الطائفة اليهودية، و4000 طالب مسجل في مختلف الجامعات ومراكز التكوين.
ح/م
التعليقات مغلقة.