مرة اخرى.. كشفت مجلة “جون أفريك” الباريسية ، ويومية “الشرق الأوسط” اللندنية المقربة من مراكز القرار في السعودية ، أن الملك محمد السادس سيشارك في القمة العربية المقرر عقدها في مستهل نوفمبر 2022 بالجزائر العاصمة !.
الصحيفتين المشار اليهما، وخاصة “جون افريك” التي نشرت في السابق “تسريب” تعديل حكومة عزيز احنوش ، وسيتم ابعاد وزير العددل عبد اللطيف وهبي، وعبد اللطيف ميراوي وزير التعليم العالي والبحث العلمي وآخريات ! من الحكومة، لكن لم يحصل ذلك، والان مرة اخرى تزف لقرائها خبرا غير رسمي عن حضور جلالة الملك محمد السادس، القمة العربية، في غياب المصادر الرسمية من عاصمة المملكة، كما حذت حذوها جريدة “الشرق الاوسط” من مصادرها الخاصة، يكون “سبقهما الصحفي” غير مبني على مصادر رسمية، بل هي تكهنات وتسريبات ليس الا..
وحسب المهتمين بالشأن “المغاربي”، فان مشاركة الملك محمد السادس في القمة العربية المقرر تنظيمها بالجزائر، سيطرح العديد من التساؤلات، نظرا للاجواء القاتمة التي تخيم على العلاقات بين المغرب والجزائر، وخاصة منذ القطيعة الدبلوماسية وغلق الاجواء بين البلدين، نتجت عنها حروب اعلامية من خلال “الذباب الالكتروني” والقنوات الرسمية لحكام قصر المرادية، اضافة الى ما تعرض له المنتخب الوطني للشبان في الاونة الاخيرة ، يكون حضور جلالة الملك في هذه الاجواء مستبعدة، ما عدا تعيينه لمن يمثله في القمة المزمع عقدها .
لكن مجلة “جون أفريك”، تشير استنادا لمصادرها “المطلعة للغاية !” أنه “بناء على تعليمات من السلطات العليا المغربية، تم إجراء اتصالات مع العديد من دول الخليج: السعودية، قطر، الإمارات، الكويت، البحرين، لإبلاغها بأن الملك محمد السادس سيشارك شخصيا في القمة العربية” .
ومن جهتها، أوردت يومية “الشرق الأوسط” ، أن “مصادر دبلوماسية رفيعة”، كشفت للصحيفة أن العاهل المغربي الملك محمد السادس سيشارك في القمة”، واضافت نفس الصحيفة،”إن السلطات المغربية أجرت اتصالات مع دول الخليج لإبلاغها بمشاركة الملك شخصيا في قمة الجزائر العربية”.
وحول ردود الفعل الرسمية حول هذا الخبر في المغرب، قال الخبير في العلاقات الدولية ورئيس “مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية” محمد بودن لـ”فرانس 24″ : “لحدود اليوم لم يتحدث أي مصدر رسمي بهذا الخصوص وأعتقد أن الوقت ما زال مبكرا نسبيا، وباستثناء إعلان الدبلوماسية المغربية عن استعدادها لاستقبال المبعوث الجزائري الذي سيحمل دعوة رسمية للملك محمد السادس ليس هناك جديد اليوم، وان الزيارات الملكية يتم الإعلان عنها عبر القنوات الرسمية وفق جدول زمني محدد وفي الوقت المناسب”.
وبرأي المحلل محمد بودن، “الزيارة الملكية للجزائر إن حصلت ستمثل حدثا تاريخيا وتطورا بارزا في البيئة الاستراتيجية للمشهدين العربي والمغاربي بحكم أن الزيارات رفيعة المستوى تسمح باتخاذ قرارات استراتيجية”.
ولخلص بودن إلى أن “المشاركة الشخصية للملك محمد السادس في القمة العربية بالجزائر يمكن أن تفتح باب الحوار مع الجزائر وإيجاد صيغة للتعامل بين البلدين رغم أن الواقع يقول إن العلاقات بينهما لا يمكن أن تسير بالعمق والإيقاع المطلوبين بين عشية وضحاها، وتحتاج لتدابير دائمة على مستوى الحوار والتشاور بما يعود بالنفع على علاقات الأخوة والمصاهرة بين الشعبين، ويمهد الطريق للتفكير في المستقبل والمصير المشترك”.
وفي كل الأحوال ـ يضيف المتحدث ـ “الزيارة الملكية للجزائر تبقى ممكنة في ظل طموح الدول العربية الوازنة لبعث روح جديدة في العمل العربي المشترك من جهة، ومن جهة أخرى فإنها ستكون منسجمة مع سياسة اليد الممدودة للمملكة تجاه الجزائر، والتي تمسك بها الملك محمد السادس بشجاعة والتزام أخوي وسط مناخ من التلميحات السلبية في الجوار، وأن اتصالات مستمرة بين المملكة المغربية وشركائها في جامعة الدول العربية إلى غاية موعد القمة بخصوص تفاصيل متعلقة بالبيان الختامي وخارطة المملكة المغربية ومستوى استقبال الوفد المغربي وموعد تناول الكلمة والموقع في الصورة الرسمية وقاعة المؤتمر، ومختلف التدابير والضمانات زيادة على صيغة مرور الطائرة في الأجواء الجزائرية في ظل واقع العلاقات الثنائية بين البلدين، لضمان شروط المشاركة المغربية”.
اما لأستاذ في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر، إسماعيل دبش، فقد صرح لذات المصدر، قائلا: “في صالح المغرب المشاركة في القمة العربية، لأنها لا تتعلق بالعلاقات الثنائية وإنما بالعمل العربي المشترك وممكن أن تؤسس لإزالة الخلافات بين البلدين، حيث أن الشعب المغربي يطالب بالمصالحة مع الجزائر وبفتح الحدود. وطبعا، يجب أن تتم وفق الأسباب التي أدت إلى إغلاقها، على المغرب أن يتجه نحو الجزائر لمحاولة تسوية المشاكل الثنائية سواء بالاعتذار أو بالتوقف الإعلامي عن التصريحات الإعلامية المسيئة للجزائر” حسب تعبيره.
وتجدر الاشارة الى ان جلالة الملك محمد السادس قال في خطابه السنوي بمناسبة الذكرى 23 لاعتلاء العرش المجيد: “إننا نتطلع للعمل مع الرئاسة الجزائرية، لأن يضع المغرب والجزائر يدا في يد لإقامة علاقات طبيعية، بين شعبين شقيقين تجمعهما روابط تاريخية وإنسانية والمصير المشترك”.
وأضاف: “أشدد مرة أخرى بأن الحدود التي تفرق بين الشعبين الشقيقين المغربي والجزائري لن تكون أبدا حدودا تغلق أجواء التواصل والتفاهم بينهما، بل نريدها أن تكون جسورا تحمل بين يديها مستقبل المغرب والجزائر”.
حدث/المصدر
التعليقات مغلقة.