عبد الاله ابن كيران: ” اذا كان الجميع ينادي بمحاربة الفساد فاين يوجد ؟ هل في جزيرة الوقواق؟ ام في الجن الذين هم غير حاضرين معنا اليوم؟”

قال رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران ، خلال ترأسه رفقة الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف الوظيفة العمومية وتحديث الإدارة محمد مبديع، “اليوم التعاقدي حول تنفيذ الإستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد” ، انه “لا يمكن القضاء على الفساد ، ما دام ان هناك من يطالب بامتيازات ومصالح شخصية، وفي نفس الوقت يطالب بالقضاء على الفساد”.

وتابع ابن كيران تفسيراته لآفة الفساد بسرد وقائع لجمال الدين الافغاني قائلا: “انه كان يتابع الحالة الدينية للمجتمع وقيل له، ان سيدنا سليمان كان بداخل جيشه الانس والجن و الحيوانات، فقيل له اذا كان بداخله كل من الانس والجن والحيوانات ، فمن سيقاتل ؟”. في إشارة إلى أن هذه الاستراتيجية انخرطت فيها كل من “ادارة ، رجال الاعمال، المجتمع المدني”، ليتساءل رئيس الحكومة اين يوجد الفساد؟ هل في جزيرة الوقواق؟ ام في الجن؟ الذين هم غير حاضرين معنا اليوم” يواصل بن كيران كلامه.

وأكد رئيس الحكومة، “أنه اذا اتفقنا كإدارة، رجال الاعمال، ممثلي المجتمع المدني، الذين يمثلون ضمير المجتمع ، فيجب ان يبقى حي ويقض وشرس أحيانا ، كي لا يدفع بالمجتمع نحو اصلاحات استعجالية التي تكون نتائجها سلبية، وذلك يتطلب وضع اليد في اليد لمحاربة الفساد والانتصار عليه”.

وأردف بنكيران أن “الفساد مرتبط بالمصالح ولذلك فهو يقاوم بشراسة ، وأريد إقناع الناس أن النجاح الحقيقي هو في الإصلاح وليس الفساد “، مطالبا من النخبة تغيير ثقافتها، التي اعتبرها نخبة كانت تتخذ نوع من الامتيازات غير المشروعة ، والذين كانوا يستأجرون الخدمات للدولة، “نقول لهم لم نعد في حاجة إليهم اليوم ، والمغاربة تصالحوا مع الملكية، وعلى هؤلاء إن أرادوا خدمة هذا البلد أن يعطوا للمواطنين حقوقهم ووثائقهم المطلوبة” ـ يقول ابن كيران ـ وفيما يخصكم أنتم في إشارة إلى الوظفين “اقتنعوا بما يسره الله لكم، لأننا لسنا في حاجة فقط إلى الجانب القانوني أو التقني وانما هناك، شيء داخلي يجب أن يغير لتحسين اوضاع الدولة، التي بدوررها ستحسن اوضاع الموظفين”.

وقد انتهت أشغال هذا اليوم التعاقدي بتوقيع 10 اتفاقيات تتعلق “بالإدارة الالكترونية، تنفيذ برنامج الأخلاقيات، برنامج الرقابة والمساءلة، تقوية المتابعة الزجرية، التوصل والتحسيس ،التربية والتكوين، الطلبيات العمومية، ونزاهة القطاع الخاص”.

بلسعري